{{تحذير المسلمين من أعياد الشرك والكفر والمعاصي}}
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله أمابعد:
أعياد المسلمين في السنة عيدان عيد الفطر وعيد الأضحى وليس للمسلمين غيرهما
ومن المتفق عليه أن المسلم لا يعنيه التعرف على أحوال الكفار، ولا يهمه معرفة شعائرهم وعاداتهم - ما لم يُرِدْ دعوتهم إلى الإسلام - إلا إذا كانت شعائرهم تتسرب إلى جهلة المسلمين فيقعون في شيء منها عن قصد أو غير قصد، فحينئذ لا بد من معرفتها لاتقائها، والحذر من الوقوع في شيء منها،
وأعلم أنه لايجوز كثرة الاختلاط بالكفار سواء بذهاب المسلم إلى بلادهم للدراسة أو السياحة أوالتجارة أو غير ذلك،
ولايجوز التشبه بهم ولقد حذّر العلماء عن ذلك ،كابن تيمية في كتابه: (اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم) أو الذهبي في رسالته: (تشبيه الخسيس بأهل الخميس)، وغيرهم
ولقد أطال ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في ذكر أعيادهم وأعمالهم فيها، وبين مدى تأثر جهلة المسلمين بها، ووصف أعيادهم وأنواعها وما يجري فيها من شعائر وعادات مما يستغني عن معرفته المسلمون،
فينبغي لنا أن نعرف من أجل أن نتقيه ونبتعد عنه معرفة الشر سبب لاتقائه واجتنابه، وقد قال حذيفة رضــي الله عنه -: "كان الناس يسألـون رســول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافةَ أن يدركني
ولذا احذروا من أعياد الكفار ولاتشاركوهم في أعيادهم من أعياد الفراعنة : عيد شم النسيم وهو لتقديس بعض الأيام تفاؤلاً أو تزلفاً لمن كانوا يُعبدون من دون الله تعالى
ومن أكثر الأمم أعياداً الرومان؛ حيث كان عندهم في السنة أكثر من مائة يوم مقدس يعتبرونها أعياداً، من بينها اليوم الأول من كل شهر، وخصصت بعض هذه الأعياد لتقديس الموتى، وأرواح العالم السفلي، وكان يقصد بكثير من أعيادهم وما يقام فيها من احتفالات استرخاء الموتى وإقصاء غضبهم - حسب زعمهم.
ومن المعلوم أن الإمبراطورية الرومانية سادت بعد اليونان؛ فورثت كثيراً من شعائر اليونان وعاداتهم وأعيادهم.
ومن أشهر أعيادهم عيد الحب: يحتفلون به في يوم (14) فبراير من كل سنة تعبيراً عما يعتقدونه في دينهم الوثني أنه تعبير عن الحب الإلهي، وأحدث هذا العيد قبل ما يزيد على (1700 عام) في وقت كانت الوثنية هي السائدة عند الرومان، وقد أعدمت دولتهم أيام وثنيتها القديس (فالنتين) الذي اعتنق النصرانية بعد أن كان وثنياً، فلما اعتنق الرومان النصرانية جعلوا يوم إعدامه مناسبة للاحتفال بشهداء الحب، ولا زال الاحتفال بهذا العيد قائماً في أمريكا وأوروبا لإعلان مشاعر الصداقة، ولتجديد عهد الحب بين المتزوجين والمحبين، وأصبح لهذا العيد اهتمامه الاجتماعي والاقتصادي.
واليهود لها أعياد ماأنزل الله بها من سلطان وكذلك النصارى وكلها أعياد بدعية لايسمن ولايغني من جوع فهي أعياد للفسق والفجور وللفساق والفجار والله المستعان
أمااعيادنا فأعياد فرح وطاعة وليس لنا كماسبق الإشارة عليهما إلَّا عيادان الفطر والأضحى.
فإن تحديد أيام عيد الفطر وعيد الأضحى جاء صراحة في الحديث النبوي الشريف، فقد روى الترمذي وأبو داود عن أنس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله سبحانه وتعالى بهما خيراً منهما يوم الفطر والأضحى. صححه الألباني.
وأما عدد أيامهما: فإن عيد الفطر يوم واحد، وعيد الأضحى تلحق به ثلاثة أيام هي أيام التشريق المذكورة في قول الله تعالى: واذكروا الله في أيام معدودات ـ قال القرطبي: ولا خلاف بين العلماء أن الأيام المعدودات في هذه الآية هي أيام منى، وهي أيام التشريق، وأن هذه الثلاثة الأسماء واقعة عليها. اهـ
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: يوم الفطر ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام. رواه الترمذي وصححه.
قال الشوكاني في نيل الأوطار: فيه دليل على أن بقية أيام التشريق التي بعد يوم النحر أيام عيد.
والصلاة في العيدين مشروعة لأظهار الخير والعبادة صلاة العيد مشروعة بإجماع المسلمين، ودل على مشروعيتها دلائل:
أولاً: القرآن الكريم:
قال الله تعالى: ((فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ))
قال ابن قدامه رحمه الله تعالى في "المغني" (3/253): (أمَّا الكِتَابُ فقولُ اللهِ تعالى: ((فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )) . المَشْهُورُ في التَّفْسِيرِ أنَّ المُرَادَ بذلك صلاةُ العِيدِ). وقال الحجاوي رحمه الله تعالى في الإقناع (ص/661)
(قوله تعالى: ((فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )) هي صلاة العيد في قول عكرمة وعطاء وقتادة).
وثانياً: السنة النبوية:
قال ابن قدامه رحمه الله تعالى في "المغني" (3/253):
(وأَمَّا السُّنَّةُ فَثَبتَ بالتَّوَاتُرِ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يُصَلِّي صلاة العِيدَيْنِ. قال ابنُ عَبَّاسٍ: شَهِدْتُ صَلاَةَ الفِطْرِ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وأبي بكرٍ، وعمرَ، فَكُلُّهم يُصَلِّيها قبلَ الخُطْبَةِ. وعنه، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى العِيدَ بغير أذَانٍ ولا إقَامَةٍ. مُتَّفَقٌ عليهما
وأخرج النسائي عن أنس رضي الله عنه: (( أنه صلى الله عليه وسلم رأى أهل المدينة يخرجون إلى الصحراء في السنة مرتين ويلعبون. فقال: ما هذان اليومان؟ فقالوا: يومان كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله أبدلكما عنهما خيراً منهما: يوم الفطر، ويوم الأضحى))
فائدة:
روي أن أول صلاة عيدٍ صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم عيد الفطر في السنة الثانية من الهجرة. وواظب على صلاة العيدين حتى مات صلى الله عليه وسلم.
وثالثاً: الإجماع:
قال ابن قدامه رحمه الله تعالى في "المغني" (3/253): (وأجْمَعَ المسلمونَ على صَلاَةِ العِيدَيْنِ).
التحذير من المشاركة في أعياد الكفار
فيقول الله جل و علا في محكم التنزيل : {و الَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ و إِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}
قال ابن كثيرٍ رحمه الله في تفسيره لهذه الآية الكريمة : قال أبو العالية ، و طاوس، و محمد بن سيرين، ، و الضحاك، و الربيع بن أنس ، و غيرهم : (هي أعيادُ المشركين) .اهـ [تفسير بن كثير ج 3 ص 2097].
فعباد الرحمن حقاً هم الذين لا يشهدون ولا يحضرون أعياد المشركين فضلاً من أن يفعلوها.
و عن أنس قال: ( قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبان فيهما، فقال: (( ما هذان اليومان؟ )) قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله : (( إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر )) رواه أبو داود.
فالرسول صلى الله عليه و سلّم لم يقرهم على أعياد الجاهلية، ولكنه أقرَّ أعياد الإسلام، لأن الإسلام هو الذي يقرر لا غيره.
وجاء في صحيح البخاري أن عمر رضي الله تعالى عنه و أرضاه قال: ( إجتنبوا أعداء الله في عيدهم ) وجاء في رواية صحيحة في البيهقي: (.. فإن السَّخْطَةَ تنزل عليهم ) .
فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثاني الخلفاء الراشدين الأربعة ينهى عن مخالطة الكفار في أعيادهم، و يأمر باجتنابهم و الابتعاد عنهم فإن السخطة تنزل عليهم!
وبهذا يكون بإذن الله وفينا باختصار ما أردنا الإشارة اليه وأسأل الله أن يجنب هذه الإمة كل شر ويفقهم لخيري الدنيا والآخرة انه على كل شيء قدير
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
كتبه ولخصه أخوكم أبومقبل يونس العدني غفرالله له
0 التعليقات:
إرسال تعليق