♢بسم الله الرحمن الرحيم♢
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أم بعد:
فهذا الدرس الأول:
من أحكام صلاة قيام الليل.
☆المسألة الأولى:تعريف القيام☆
القيام في اللغة:نقيض الجلوس،
والليل: من غروب الشمس إلى طلوع
الفجر.
انظر لسان العرب:مادة(قوم)(١٢\٤٩٦)
وقد أجمعواعلى أنه يدخل بغياب الشفق،ثم أختلفوافي المراد بالشفق.
أنظر: الاوسط(٣\٣١)والاستذكار(١\٣٠
مراتب الإجماع(٣١)المغني(٢\٢٥) وعارضة الأحودي(١\٢٧٧) المجموع (٣\٣٨)و مجموع الفتاوى ابن تيمية (٢٣\٢٦٧)
وقيام الليل في الاصطلاح: عمارة الليل أو بعضه بطاعة الله تعالى.
(ومعنى القيام أن يكون مشتغلا معظم الليل بطاعة-وقيل بساعة منه-
يقرأ،أويسمع القرآن،أوالحديث، أويسبح،أويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم)
انظر مراقي الفلاح(ص٢٦٥)
وقالوا أيضا:(المراد بالقيام كل طاعة يتحقق بها إحياء الليل)
قال الحافظ ابن حجرفي فتح الباري
(٣\١٠):(يحتمل أن يكون مراد البخاري بقوله(قيام الليل)ماهو أعم من الصلاة والقراءة والذكر وسماع الموعظة والتفكر في الملكوت وغير ذلك.)
وقال الصنعاني في سبل السلام (٢\٣٥٥):(قيام رمضان:أي قيام لياليه مصليا أو تاليا).
☆المسألة الثانية:حكم قيام الليل☆
قيام الليل بالصلاة مستحب بإجماع أهل العلم.
قال ابن عبد البرفي التمهيد(٢٤\٢٥): (صلاة الليل نافلة بإجماع المسلمين وقال الله جزوجل{ومن الليل فتهجد به نافلة لك}
وقد أجمع أهل العلم على عدم وجوبه في الجملة:لهذه الآية التي في [سورة الإسراء:٧٩]
وأستدلوا: بماروى البخاري(٤٦) ومسلم(١١) من حديث طلحة بن عبيدالله،قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس، نسمع دوي صوته،ولانفقه
مايقول حتى دنامن رسول الله صلى
عليه وسلم،فإذا هويسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(خمس صلوات في اليوم، والليلة)فقال:هل علي غيرهن؟قال:(لا،إلا أن تطوع،وصيام شهررمضان) فقال:هل علي غيره؟قال
(لا،إلا أن تطوع)وذكرله رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة،فقال:هل
علي غيرها؟قال:(لا،إلا أن تطوع)قال:
فأدبر الرجل،وهو يقول:والله لا أزيد على هذا، ولاأنقص منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أفلح إن صدق)
تنبيه:أستدلالهم: بهذا الحديث على عدم وجوب شيء من الصلوات غير الصلوات الخمس لم يصب ، وذلك لأن حديث الأعرابي إنماهو في تقرير
الواجب بحق الإسلام،فلاينفي الواجب بغيره،لأن وجوب غير الصلوات الخمس إنماهوبأسباب خاصة.
قد تكلمنا على هذا بتوسع في حكم صلاة تحية المسجد وأنها واجبة وناقشنا أستدلالهم بحديث الأعرابي من كلام العلماء. هناك في المسألة.
وإنما ذكرناه هنا لأنهم أستدلوا به على هذه المسألة.
قال الحافظ ابن عبدالبرفي التمهيد (١٣\٢٠٩):(قيام الليل سنة مسنونة لاينبغي تركها فطوبى لمن يسر لها وأعين عليها،فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عمل بهاوندب إليها...
وقد روي عن بعض التابعين أن قيام الليل فرض ولو كقدر حلب الشاة
وهوقول متروك والعلماء على خلافه والذي عليه العلماء من الصحابة والتابعين وفقهاء المسلمين أن ذلك فضيلة لافريضة ولوكان قيام الليل فرضا لكان مقدارا مؤقتا معلوما كسائر الفرائض)
☆المسألة الثالثة:فضل قيام الليل☆
قيام الليل هو أفضل صلاة التطوع المطلق،وأفضله صلاة آخر الليل
وهذا مجمع عليه. ويدخل في ذلك صلاة التراويح. لقوله تعالى {والذين
يبيتون لربهم سجدا وقيما}[الفرقا:٦٤]
وقوله تعالى{أمن هو قنت ءانآ الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه}[الزمر:٩]وقوله تعالى {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاوطمعا}[السجدة١٦]
ولما روى مسلم(١١٦٣) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم:أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة ؟وأي الصيام أفضل بعدشهر
رمضان؟فقال:أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل وأفضل اليصام بعدشهر رمضان
صيام شهر الله المحرم)
ولماثبت عن عبدالله بن سلام،قال:لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم انجفل الناس إليه،وقيل:قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم،فجئت في الناس لأنظر إليه،فلما استبنت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، وكان أول شيءتكلم به أن قال: أيها الناس،أفشوا السلام، وأطعمواالطعام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام)
رواه أحمد(٢٣٧٨٤)والترمذي(٢٤٨٥)
●أفضل صلاة الليل:مايؤدى منها في الثلث الليل الآخر لقوله تعالى {ءاخذين مآءاتهم ربهم إنهم كانواقبل
ذلك محسنين○كانواقليلا من الليل مايهجعون○وبالاسحارهم يستغفرون} [الذاريات١٦]
وقوله تعالى{والمستغفرين بالأسحار}
[آل عمران١٧]
لماروى البخاري(١١٤٥)و مسلم(٧٥٨)
عن أبي هريرة رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول:من يدعوني فأستجب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له)
ولما روى البخاري(١١٣١)ومسلم(١١٥٩)
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:أحب الصيام إلى الله صيام داود: كان يصوم نصف الدهر، وأحب الصلاة إلى الله عزوجل صلاة داود عليه السلام:كان يرقد شطر الليل ثم يقوم ثم يرقد آخره.
وقد حكى النووي في شرح مسلم (٨\٥٥)وابن القاسم في حاشية الروض(٢\٢١٩) الإجماع على ذلك. وقال ابن تيمية كما في جامع المسائل له(٦\٢٩١):(قيام الليل أفضل التطوعات،كما ثبت في الصحيح عنه أنه سئل أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟فقال:صلاة الليل)
وقال الحافظ ابن حجرفي فتح الباري(٣\٣١) من الفوائد:تفضيل صلاة آخر الليل على أوله. وتفضيل تأخير الوتر لكن ذلك في حق من طمع أن ينتبه.آخرالليل أفضل للدعاء والاستغفار،ويشهد له قوله تعالى {والمستغفرين بالأسحار}وان الدعاء فيه مجاب)
☆ولقيام الليل فوائد وفضائل كثيرة ☆ أهمها:
1)أن قيام الليل من صفات المحسينين،كما قال تعالى{إن المتقين في جنات وعيون@ءاخذين مآ ءاتهم
ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين@
كانوا قليلا من الليل مايهجعون@ }
[الذاريات١٧]
2) أنه من صفات عبادالرحمن،كما قال تعالى:{وعبادالرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلما@والذين يبيتون
لربهم سجدا قيما@}[الفرقان٦٣-٦٤]
3)أن قيام الليل من أسباب دخول الجنة بسلام، لماثبت عن عبدالله بن سلام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:يأيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام.
رواه أحمد(٢٣٧٨٤)والدارمي (١٤٦٠) الترمذي(٢٤٨٥)وابن ماجة(١٣٣٤) والحاكم(٣\١٣) وإسناده صحيح.
4)بل إن قيام الليل من أسباب دخول أعالي الجنان قال تعالى:{ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}[الإسراء٧٩]
قال ابن رجب فجعل جزاءه على التهجد بالقرآن بالليل أن يبعثه المقام المحمود، وهوأعلى درجاته صلى الله عليه وسلم.
وروى الإمام أحمد(٢٢١٠٩)والترمذي (٣٢٣٥)وغيرهما.
عن معاذبن جبل رضي الله عنه قال: احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى الشمس،فخرج سريعا فثوب بالصلاة ،فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجوز في صلاته،فلماسلم دعا بصوته فقال لنا: (على مصافكم كما أنتم)ثم انفتل إلينا فقال:(أماإني سأحدثكم ماحبسني عنكم الغداة:أني قمت من الليل فتوضأت فصليت ماقدر لي فنعست في صلاتي فاستثقلت،فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة،فقال:يامحمدقلت:لبيك رب، قال:فيم يختصم الملأ الأعلى؟قلت:
لاأدري رب،قالها ثلاثا) (قال: (فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي،فتجلى لي كل شيء وعرفت،فقال:يامحمد،قلت:لبيك رب، قال:فيم يختصم الملأ الأعلى؟قلت: في الكفارات،قال: ماهن؟قلت:مشي الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات،وإسباغ الوضوءفي المكروهات،قال:ثم فيم؟
قلت:إطعام الطعام،ولين الكلام، والصلاة بالليل والناس نيام.قال:سل.
قلت:اللهم إني أسألك فعل الخيرات،
وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفرلي وترحمني،وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك وحب من يحبك،وحب عمل يقرب إلى حبك)قال رسول الله صلى
عليه وسلم:(إنهاحق فادرسوهاثم تعلموها).
رجاله ثقات،وفي أسانيده اختلاف،
قال الترمذي:(قال أبوعيسى هذا حديث حسن صحيح سألت محمدبن أسماعيل عن هذا الحديث فقال هذا حديث حسن صحيح)،وقدرجح أحمد وأبوحاتم والدارقطني هذه الرواية.
وصححها كما سبق البخاري والترمذي
وعليه فالحديث صحيح من هذا الطريق.
وقد حسن الحديث ابن عبدالبرفي التمهيد(٢٤\٣٢١)والبغوي في شرح السنة (٤\٣٨) والألباني في ظلال الجنة(٤٦٥-٤٧٠)وصحيح الترغيب٤٠٨
5)كماأن قيام الليل يوجب من نعيم الجنة: ما لم يطلع عليه العباد في الدنيا، لقوله تعالى{تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون@ فلا تعلم نفس مآ أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا@}[السجدة١٧]
وروى البخاري(٣٢٤٤)ومسلم(٢٨٢٤)
عن أبي هريرة رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:قال الله تعالى:(أعدت لعبادي الصالحين، ما لاعين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثم قرأ{فلاتعلم نفس مآ أخفي لهم من قرة أعين جزآء بما كانوا يعملوه}
قال بعض السلف:أخفوا لله العمل فأخفى الله لهم الجزاء، فلو قدموا عليه لأقر تلك الأعين عنده.
ومما يجزي به المتهجدين في الليل: كثرة الأزواج من الحور العين في الجنة، فإن المتهجد قد ترك لذة النوم
ولذة التمتع بأزواجه طلبا لما عند الله عزوجل،فعوضه الله تعالى خيرا مما تركه وهو الحور العين في الجنة، قال بعضهم: طول التهجد مهورالحور
العين في الجنة)
6)أن قيام الليل من أعظم أسباب النجاه من الفتن.
لماروى البخاري(١١٥) عن أم سلمة قالت:استيقط النبي-صلى الله عليه وسلم-ليلة فزعا يقول:(سبحان الله ماذا أنزل الله من الخزائن وماذا أنزل من الفتن، من يوقظ صواحب الحجرات، يريد أزواجه لكي يصلين، رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة)
قال العلماء:معناه أيقظوا نسائي يسمعن،يريد ماظهر إليه من وقوع الفتن ويحذرهن من ذلك فيفزعن إلى
الصلاة والدعاء وغيرذلك من أعمال البر مما يرجى أنه يدفع الله به عنهن
الفتن، وهذه سنة في أن يفزع الإنسان إلى الصلاة والدعاء عندما يطرأ من الآيات والأمور المخوفة قال الله عزوجل{ومانرسل بالأيات إلا تخويفا} وقال النبي- صلى الله عليه وسلم-في الكسوف:(فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة)، وذكرابن عبدالبرفي التمهيد(٢٣\٤٤٩)
وابن بطال في شرحه للبخاري(١\١٩٠)
تفسيرا آخر للأمرين بإيقاظهن، وقد يكون أيقظهن لذلك كله، إذ لاتعارض بين هذه التفسيرات.
ونظر ايضا المنتقى(٧\٢٢٥)
7)أن قيام الليل يواطئ القلب فيه اللسان والقراءة فيه أقوم وأحرى بالإجابة قال الله تعالى{إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا} [المزمل:٦]
8)أن قيام الليل يحل عقد الشيطان
لماروى البخاري(١١٤٠)عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن سول الله صلى الله عليه وسلم قال:يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان)
ويدخل في هذا الحديث قيام الليل وصلاة الفجر
قال في شرح الزرقاني على الموطأ (١\٦١٠):(فإن صلى) فريضة أو نافلة ( انحلت عقدة)
9)أن في قيام ثلث الليل الآخر اغتناما لوقت من أعظم أوقات الإجابة، فحري بمن دعا الله تعالى في هذا الوقت أن يستجيب الله دعاءه، لما سبق ذكر في فضل هذا الوقت الذي ينزل في ربناتبارك وتعالى الى السماءالدنيا نزولا يليق بجلاله وعظيم سلطانه.
10)أن قيام الليل-ومثله بقية النوافل
يجبر النقص والخلل الذي يحصل في الفرائض.
لماثبت عن تميم الداري -رضي الله عنه-عن البني صلى الله عليه وسلم قال:(أول مايحاسب به البعد يوم القيامة الصلاة، فإن كان أكملها كتبت
له كاملة، وإن لم يكن أكملها قال الله تعالى للملائكة :انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع فأكملوا بها ماضيع من فريضة، ثم الزكاة، ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك)
رواه أحمد(١٦٩٤٩)وأبو داود(٨٦٦) وابن أبي شيبةفي كتاب الإيمان (١١٢-113)وقد روي موقوفا لكن له حكم الرفع،وله شواهد، فوهو حديث صحيح
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أول مايحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال: يقول ربنا-جل وعز-لملائكته-وهو أعلم-: انظروا في صلاة عبدي، أتمها أم نقصها؟ فإن كانت تامة،كتب له تامة، وإن كان انتقص منها شيئنا، قال: انظروا، هل لعبدي من تطوع؟ فإن كان له تطوع، قال:أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم)
أخرجه أحمدفي المسند(٢\٢٩٠)
وابن المبارك في الزهد(١٩٥) وأبوداود
(٨٦٤)والنسائي كتاب الصلاة (١\٣٢٢)
والترمذي(٤١٣) الحاكم(١\٢٦٢)وقال: صحيح الإسناد.
والحديث صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه(١\٢٤٠)وفي صحيح سنن الترمذي(١\١٣٠)وفي صحيح سنن النسائي(١\١٠١)وفي صحيح سنن أبي داود(١\١٦٣)
وعن ربيعة بن كعب بن مالك الأسلمي
قال:كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،فأتيته بوصوئه وحاجته،فقال لي:(سل.فقلت:أسألك مرافقتك في الجنة. قال:أوغير ذلك؟
قلت:هو ذاك قال:فأعني على نفسك بكثرة السجود)
أخرجه مسلم(٤٨٩)والنسائي(٢\٢٢٧)
والترمذي(٣٤١٦)وأبوداود(١٣٢٠)وابن ماجه(٣٨٧٩)وابن المبارك في الزهد (١٠٦-١٢٣٦)
فائذة:ليس لرببعة بن كعب في الكتب الستة سوى هذا الحديث.
انظر:تحفة الأشراف(٣\١٦٨)
عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال
لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أخبرني بعمل
أعمله يدخلني الله به الجنة-أوقال: قلت: بأحب الأعمال إلى الله؟-فسكت،
ثم سألته؟فسكت،ثم سألته الثالثة؟ فقال:سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقال:(عليك بكثرة السجودلله فإنك لاتسجدلله سجدة إلارفعك الله بها درجة،وحط بهاعنك خطيئة).قال معدان:ثم لقيت أبا الدرداء،فسألته؟فقال لي مثل ماقال لي ثوبان؟
أخرجه مسلم(٤٨٨)والنسائي(٢\٢٢٨)
وابن ماجه(١٤٢٣)
والحديثان يدلان على فضيلة الإكثار من صلوات التطوع.
والمراد بالسجود هنا:صلوات التطوع، لان السجود بغير صلاة أو لغير سبب،
غير مرغب فيه على انفراده.
والسجود وإن كان يصدق على الفرض، لكن الإتيان بالفرائض لابد منه لكل مسلم وإنما أرشده الرسول صلى الله عليه وسلم إلى شيء يختص به ينال به ماطلبه.
11)أن من قام آخر الليل واستمر قيامه إلى السحر لاتفوته صلاة الفجر غالبا لأنه يكون مستيقظا عند أذان الفجر.
●ولذلك كله فإنه ينبغي للمسلم أن يحرص على قيام الليل، وأن يفعل الأسباب التي تعينه على القيام لصلاة الليل، لئلا تفوته هذه الفضائل
والأجور العظيمة.
●ولهذا فإنه ينبغي للمسلم أن يحرص على فعل الأسباب التي تيسرت في هذا العصر مما يعين على قيام الليل، والأخص تلك الساعات المنبهة، وان يحرص على الساعات التي لها صوت مرتفع يعين على الانتباه لصلاة الليل.
☆المسألة:الرابعة فضل ليالي رمضان
ومن ذلك أحياءليالي رمصان بالقيام
قال العلامة محمدناصرالدين الألباني
☆فضل قيام ليالي رمضان:☆
1-قدجاء فيه حديثان:
الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان،من غير أن يأمرهم بعزيمة،ثم يقول:
(من قام رمضان إيمان احتساباغفرله ماتقدم من ذنبه).
فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمرعلى ذلك ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وصدر من خلافة عمر رصي الله عنه)
أخرجه مسلم وغيره،وعند البخاري منه المرفوع من قوله صلى الله عليه وسلم، وهو مخرج في (الإرواء) (٤\١٤-٩٠٦)وفي(صحيح أبي داود (١٢٤١)
والآخر : حديث عمروبن مرة الجهني
قال:جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من قضاعة فقال:يارسول الله أرأيت إن شهدت أن لاإله إلاالله، وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وصمت الشهر، وقمت رمضان،وآتيت الزكاة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(من مات على هذاكان من الصديقين والشهداء)
أخرجه ابن خزيمة وابن حبان في (صحيحيهما)وغيرهما بسند صحيح
أنظر تعليقي على(ابن خزبمة)(٣\٣٤٠-١٤٠٦)وصحيح الترغيب (١\٤١٩-٩٩٣)
☆ليلة القدر☆
2-وأفضل لياليه ليلة القدر لقوله صلى الله عليه وسلم:(من قام ليلة القدر[ثم وفقت له]،إيمانا واحتسابا، غفر له ماتقدم من ذنبه)
أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
وأحمد من حديث عبادة بن الصامت، رضي الله عنه والزيادة له،ولمسلم عن أبي هريرة.
3-وهي ليلة سابع وعشرين من رمضان على الأرجح، وعليه أكثر الأحاديث منها حديث زر بن حبيش قال:سمعت أبي ابن كعب يقول-وقيل له-إن عبدالله بن مسعود يقول:من قام السنة أصاب ليلة القدر - فقال أبي رضي الله عنه:رحمه الله،أراد أن لايتكل الناس،والذي لاإله إلاهو ،إنها لفي رمضان يحلف مايستثني-والله إني لأعلم أي ليلة هي؟هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة صبيحة سبع وعشرين وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لاشعاع لها.
ورفع ذلك في رواية إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه مسلم وغيره وهومخرج في (صحيح أبي داود)(١٢٤٧)