حب الأعمال الى الله أدومها وان قل
" أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل "
الحمدلله حمداً كثيراً طيباً مباركاً كمايحب ربنا ويرضاه وأشهد أن لاإله إلا الله محمداً عبده ورسوله أمابعد:
" أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل"
عندما مات النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر رضي الله عنه : من كان يعبد محمد فإن محمداً قد مات , ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت "
ما ينبغي أن تنقلب أحوالنا يقول الله عز وجل : {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً } كانت هذه المرأة من قريش تصنع وتغزل الصوف فلما يجئ الصباح تنقض هذا الغزل , وإن كانت معذورة لفقدها عقلها ..
فالنبي صلى الله عليه وسلم علم ابن عباس كلمات قال له : يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) . رواه الترمذي وقال :" حديث حسن صحيح
وفي رواية الإمام أحمد : ( احفظ الله تجده أَمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك فـي الشدة ، واعلم أَن ما أَخطأَك لم يكن ليصيبك ، وما أَصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أَن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسرِ يسرا ) .
فالنبي صلى الله عليه وسلم يوصي ابن عباس أن يكون في عبادة مستمرة حتى يكون الله معه .
ففي الحديث : " أرئيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه خمس مرات في اليوم هل يبقى من درنه شئ " أو كما جاء في الحديث
ففي هذا دليل على المداومة على الأعمال
فعندما سئلت عائشة عن أحب الأعمال للنبي صلى الله عليه وسلم قالت : " أدومها "
ومن حبه صلى الله عليه وسلم للمداومة كان إذا فاته ورده من الليل قضاه في الصباح وفي هذا دليل على حبه للعمل وحرصه على المداومة .
تزود من معادك للمعاش وقم لله وأعمل خير زاد
ولا تجمع من الدنيا كثيراً فإن المال يجمع للنفاد
أترضى أن تكون رفيق قوم بزاد وأنت من غير زاد .
يكون هذا الحال بلزومك الطاعة
السلف الصالح كانوا في حالةصعبة وتعب ونصب ونحن كل سبل الراحة عندنا ونعجز عن الطاعات وقد كانوا لا يجدون ما يفطروا ويتسحروا عليه ونحن جميع أنواع الأطعمة لدينا والله المستعان
إليك بعض الأحاديث الدالة على ماأردنا:
ثبت عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل". متفق عليه.
وقال علقمة: سألت أم المؤمنين عائشة قلت: يا أم المؤمنين، كيف كان عمل النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ هل كان يخص شيئًا من الأيام؟ قالت: لا، كان عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستطيع. متفق عليه.
وقال مسروق: سألت عائشة - رضي الله عنها -: أي العمل كان أحب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: الدائم. رواه البخاري.
وفي رواية له عن عروة عنها قالت: كان أحب العمل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي يداوم عليه صاحبه.
ولمسلم عنها قالت: وكان آل محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا عملوا عملًا أثبتوه.
ولمسلم عن القاسم بن محمد قال: وكانت عائشة - رضي الله عنها - إذا عملت العمل لزمته
يامعشر الإخوة هانحن في نهاية السنة الهجري ومضى من عمرنا مامضى ، فمنا المقصر ومنا المنقطع والوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك ،فوصيتي لنفسي ولإخواني أن نداوم عَلى الطاعات ولوقلّ يقول الله سارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة ....الآية
أسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلنا من المداومين وان لايجعلني من المنقطعين أنه على كل شيء قدير
وصل الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
كتبه :
أبومقبل يونس العدني
بمكة 1437/12/23
0 التعليقات:
إرسال تعليق