بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنامحمدوعلى آله وصحبه ومن أتبع هداه .
هذاالدرس الأول من صلاة الاستسقاء
الاستسقاءلغة:طلب السقيا.
قال في تاج العروس (ماذة:سقي ):((الاستسقا:استفعال من السقيا،أي إنزال الغيث على العباد والبلاد ))
وفي الاصطلاح:طلب السقيا من الله تعالى بأن ينزل الغيث -وهوالمطر-
قال في إعانة الطالبين(304/1 ):((الاستسقاءمعناه لغة:طلب السقيا مطلقا من الله أومن غيره .وشرعا: طلب سقياالعباد من الله عندحاجتهم
إليه ))
وقدشرع الله-تبارك وتعالى-للمسلمين
اذامنع عنهم القطر،وأجدبت الأرض،
أن يبادرو إلى التوبة وإلاستغفار وطلب السقاية من الله عزوجل.
والاستسقاءبدعاءالله تعالى أن ينزل الغيث مستحب وهذامجمع عليه لأنه دعا،الله تعالى.
وقال النووي في شرح مسلم. (187/6):((اجمع العلماء على أن الإستسقاء سنه ،واختلفواهل تسن له
صلاة أم لا؟فقال أبوحنيفة:لاتسن له
صلاة بل يستسقي بالدعاءبلاصلاة
وقال سائرالعلماء من السلف والخلف
الصحابة والتابعون فمن بعدهم تسن
الصلاة ولم يخالف فيه إلاأبوحنيفة:)
وأنظرأيضا(إكمال المعلم(312/3 )
قال ابن القيم في (زادالمعاد)(458-456/1 )((ثبت عنه صلى الله عليه وسلم، أنه استسقى على وجوه:
أحدها:يوم الجمعة على المنبرفي أثناء خطبته،وقال :((اللهم أغثنا،اللهم أغثنا، اللهم أغثنا اللهم اسقنا،اللهم اسقنا ))
الوجه الثاني:أنه صلى الله عليه وسلم وعدالناس يوما يخرجون فيه
إلى المصلى (وصلى بهم صلاة الاستسقاء )
الوجه الثالث:أنه صلى الله عليه وسلم استسقى على منبرالمدينه استسقاءمجردا في غيريوم الجمعة ،
ولم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم في هذاالاستسقاءصلاة.
الوجه الرابع:أنه صلى الله عليه وسلم استسقى وهوجالس في المسجد، فرفع يديه ودعاالله عزوجل.
الوجه الخامس:أنه صلى الله عليه وسلم استسقى عندأحجارالزيت قريبامن الزوراء،وهي خارج باب المسجدالذي يدعى اليوم باب السلام
الوجه السادس:أنه استسقى في بعض غزواته لماسبقه المشركون إلى
الماء... ))
فائدة:ذكرابن القيم الأنواع الستة
كما ذكرت لك لكن النوع الخامس الذي ذكره دليله حديث ضعيف،
والنوع السادس دليله حديث رواه أبوعوانه(2514 )وهوحديث موضوع شيخ أبي عوانه:عبدالله بن محمد بن عبدالله-البلوي-وضاع،قال
الحافظ:في لسان الميزان(563/4 )في ترحمته:((قال الدارقطني يضع الحديث))
وأنظرتسيل الفقه(388//4 )
وصلاة الاستسقاءهي الوجه الثاني مماذكره ابن القيم رحمه الله وهي موضوعنا هنا . ومبحثنا
وأول هذه المسائل من هذاالمبحث
حكم صلاة الإستسقاء.
هي مستحبة سنهاالرسول صلى الله عليه وسلم، ولا دليل على الوجوب.
وقدنقلت لك كلام النووي في شرح مسلم على إستحبابهاولم يخالف في هذا إلاأبوحنيفة رحمه الله.
وأنظرأيضاالدراري المضية(226/1 )
والسموط الذهبية(87 ) قال في القوانين الفقهيه(ص60 )(هي سنة اتفاقا )
المسألة الثانية:
وقت صلاة الإستسقاء وصفتها:
وهذا فيه ثلاثة مسأئل.
الأولى وقت صلاة الإستسقاء.
والثانية:لا أذان ولا إقامة لصلاة الستسقاء.
الثالثة:صلاة الاستسقاءكصلاة العيد
المسألة الأولى:وقت صلاة الإستسقاء
خرج رسول آلله صلى الله عليه وسلم
لصلاة الاستسقاءحين بداحاجب الشمس.عن عائشة رضي الله عنها، قالت:((شكاالناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قحوط المطر،فأمربمنبر،فوضع له في المصلى، ووعدالناس يوما يخرجون فيه.
قالت عائشة:فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين بدأ حاجب الشمس، فقعدعلى المنبر،فكبر صلى الله عليه وسلم،وحمدالله عزوجل،ثم قال:((إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخارالمطر عن إبان زمانه عنكم،
وقدأمركم الله عزوجل أن تدعوه،ووعدكم أن يستجيب لكم-ثم قال:((الحمدلله رب العالمين،الرحمن الرحيم،مالك يوم الدين،لاإله إلاالله يفعل مايريد،اللهم أنت الله لاإله إلا
أنت الغني ونحن الفقراء،أنزل علينا
الغيث،واجعل ماأنزلت لناقوة وبلاغا
إلى حين،ثم رفع يديه،فلم يزل في الرفع حتى بدابياض إبطيه،ثم حول
إلى الناس ظهره وقلب-اوحول-رداءه
وهورافع يديه،ثم أقبل على الناس ، ونزل فصلى ركعتين،فأنشأالله سحابة، فرعدت وبرقت،ثم أمطرت بإذن الله، فلم يأت مسجده حتى سألت السيول
فلمارأى سرعتهم إلى الكن،ضحك صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، فقال:أشهدأن الله على كل شي قدير،
وأني عبدالله ورسوله ))
أخرجه أبوداود(1173)واللفظ له والحاكم (المستدرك(328/1 )وابن حبان( الإحسان(109/7 )رقم2860
والحديث حسنه الألباني (الإرواء135/3 )
ولادليل على تعيين وقت لها،وإن كان أكثرأحكامهاكالعيد،لكنها تخالفه بإنها
لاتخص بيوم معين،ولاوقت وهذا الراجح.
قال الحافظ في الفتح(499/2 )((حكى ابن المنذرالاختلاف في وقتها،والراجح أنه لا وقت لهامعين ))
وقداستحب عامة أهل العلم ان تصلى في أول النهار.
قال الحافظ ابن عبدالبرفي الاستذكار
(430-329/2 ):((والخروج إلى الاستسقاءحين خروج الناس إلى العيد عندجماعة العلماءإلا أبابكربن محمدبن عمرو بن حزم فإنه قال الخروج إليهاعندزوال الشمس. وهذاعلى سبيل الأختيار،لا أنه يتعين فعلهافيه ))
وقال ابن رجب في شرحه(292/2 )
بعدذكره كلام ابن عبدالبرالسابق:
((ولايفوت وقتهابفوات وقت العيد،
بل تصلى في جميع النهار ))
وقال الحافظ فتح الباري(449/2)
((وهل تصنع باليل؟استنبط بعضهم من كونه صلى الله عليه وسلم جهر
بالقراءة فيهابالنهار انها نهارية كالعيد،
وإلافلوكانت تصلى بالليل،لاسربالنهار
وجهربالليل كمطلق النوافل. ))
ونقل ابن قدامة الإجماع على أنها لا تصلى في وقت الكراهة،
وأفادابن حبان ان خروجه صلى آلله عليه وسلام إلى المصلى للاستسقاءكان
في شهررمضان سنة ست للجهرة )
المسألة الثالثة:
لا أذان ولاإقامة لصلاة الاستسقاء:
لا يشرع لصلاة الاستسقاء أذان ولاإقامة،إنمافقط يواعدالإمام أو نائبه الناس على موعد يخرجون فيه،
ويخرج معهم للصلاة.
والدليل على ذلك ماجاء في حديث عائشة السابق،قالت((شكاالناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قخوط المطر،فأمربمنبر،فوضع له في
المصلى ،ووعدالناس يخرجون فيه...)
وقال ابن بطال:((أجمعواعلى أن لا أذان ولاإقامة للاستسقاء)فتح الباري (514/2 )
وقال ابن قدامة((لايسن لها-أي صلاة الاستسقاء أذان ولاإقامة،ولانعلم فيه
خلافا ))المغني (432/2 )
وهذاالثابت من فعل الصحابة رضي الله عنهم اجمعين.
عن أبي اسحاق:((خرج عبدالله بن يزيدالانصاري ،وخرج معه البراءابن عازب، وزيدابن أرقم رضي الله عنهم،
فاستسقى،فقام على رجليه على غير
منبر،فاستغفر،ثم صلى ركعتين ويجهربالقراءة ولم يؤذن ولم يقم ))
قال إسحاق:((ورأى عبدالله بن يزيد
النبي صلى الله عليه وسلم ))أخرجه البخاري(1022)
تنببه، إن شاءالله المسألة الثالثة.
ستكون هي الدرس الثاني من درس صلا ة الاستسقاءلأني خشيت الإطالة من كتابتها.
تم بحمدلله
في الرابع عشرمن محرم لعام
1438 هجري
المدينة النبوية حرسها الله
كتبه عبدالله الريني.
0 التعليقات:
إرسال تعليق