الطرح الفصيح على النصح الجريح
الحمد لله الذي أمر بقتال من بغى و كفر‘وصلى الله على من حرض للجهاد وبشر وأنذر‘وعلى الصحب وأتباعهم ممن للردة زمجر وبتر. أما بعد :
والعلماء الكبار بالمملكة وغيرها قد أجازوا جهادنا،فخالفهم شرعا وعقلا،فهاكم التعقبات على أخينا وحتى يرجع عنها ولا يغتر به مغتر:
فكيف جعل جهادنا اليوم هرجا-يجتنب- بعد تجنبنا الحوثي حتى وصل إلينا يقتل ويذل،وما المعلا عنه ببعيد،قد حل؟!
أم هل ترك جهاد الحوثي يجنبنا المذلة ويحفظ لنا ديننا الذي جاء ليستأصله ؟!
وهل كان سيسمح سلفي بدماج ومعهم العمودي، أن يدخل الحوثة إليهم ولا يجاهدونهم ويجعله هرجا يجتنب ؟!
فكيف إذن يكون حهاد في مكان دون مكان والعدو واحد ؟!
أم كيف.يجاهد بدماج والإمكانيات يسيرة ومحدودة ولا يجاهد بمحافظات حنوب اليمن وشماله والإمكانيات طيبة والعدد والعدة كثيرة ؟!!
ثانيا :قوله :(إذ المهاجر ما هاجر إلا حفاظا على دينه..)وهدا حق ؛وقد هاجر من هاجر إلى دماج فما سلموا من الحوثي فلذا قاتلوهم؛فكذلك حين هجروا إلى محافظات شتى،حق لهم أن يقاتلوا حفاظا على دينهم ولا مفر لهم من أرضهم ؛إذا الأرض استولى عليها الحوثي كلها !!
ثالثا :جعل حديث :(إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم..الزم بيتك..)منزل على جهادنا ضد الحوثة وهذا من أعجب العجاب !! إذ قال:(ولما كان أمر هذه الفتنة الحادثة عندنا ههنا في جنوب اليمن، ملتبسا،وأحوالها متباينة،وعدم وضوح الراية والغاية فيها،وكل يسعى لنصرة حزبه وفكره،وكانت عبارة عن مقاضاة أغراض وتصفية حسابات كما يقال،)!! فيا للعجب كيف جعلت الجهاد ضد كافر ومارق وظالم ومعتدي ملتبسا ؟!
لو قلت :أنه التبس عليك؛ لهان الخطب،ومع هذا لا تعذر ؛ لذا نصحناك،ولو سكت عما كتبت واعتبرتها فتنة لا تخوض فيها ؛لما كانت هذه الأسطر ستكتب؛ ومع ذلك الخذلان لن تشكر،وإن كنت سلفي المخبر.
أليست هي نفس عواطف الناس بالأمس -وإن قلت-يوم قامت تجاه الكفر،المتعدي على دماج وكتاف أعادهما الله تعالى ؟!!
ثم لماذا تشكك ب(غايات ومآرب وأهداف الله أعلم ما المقصود من وراءها) ؟!!والغاية والمأرب واحد هو صد عدو كافر متعد على الجميع،وإن اختلفت الطوائف التي لم تصل إلى حد الكفر،وكونه يوجد أفراد من الناس من يشرك فهو يصد مشركا متعديا عليه وعلى الجميع،وحق له ذلك،وكونه يوجد من يتهاون بالصلاة ويتركها؛فهو كذلك يصد من تعدى عليه وعلى الجميع وحق له ذلك،وإن كنا ننصح من وجدناه مخطئا ما استطعنا.
وطالما وأنت لا تعلم:(الله أعلم ما المقصود من وراءها)فلا تبحث وراء الظنون،ولو فرضنا-جدلا- أن وراءها من أحد ؛فلا يهم؛لاسيما والعدو ليس بعد كفره وشره أحد،وضرره وتعديه حاصل ومتيقن ومتعدد بلا حد!!
وهب أنها لأجل الوطن ؛فهل ندع الحوثي يستأصلهم ولا ندافع نحن في سبيل الله؛ليأخذ هو الوطن المتعصب له ويبيدهم ويبيدنا وينشر الكفر في كل الوطن ؟!!
وجود ما ذكر؛لا ينفي مسمى الجهادالشرعي لأمور: 1)لحديث كون[لا تزال طائفة من أمتي على الحق يقاتلون،] وإخوانك أهل السنة يقاتلون اليوم صفا .
2)إذا وجد الغدر وو..؛فما بعد تمكن الحوثة لو لم نجاهدهم أشد وأبشع وأغدر!! لهذا جهادنا اليوم ليس ضد حوثة وعفاشيين بل ضد تراكم مجموعة سلبيات وضد خبثاء زرعوا سنوات وسنوات.
3)الكراسي والمعاصي و..قد توجد ببعض الناس فلا ينفى الجهاد للبعض الآخر!! وإرادة الغنيمة لم تنفي الجهاد بغزوة أحد:(منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة)وإن أخطأ من كان عاصيا.
4)أليس جهاد الطلب عند المتقدمين كان يحمله السلفيون السنيون وغيرهم،كالخوراج والمخالفين الآخرين وأهل المعاصي،كذلك جهاد الدفع من باب أولى،كما في جهاد شيخ الاسلام مع الأشاعرةضد التتار-والذين أدخلهم الرافضة بغداد زمان العباسيين كما أدخلوا أمريكا بغداد الآن،-فكذلك يجاهد هؤلاء المخالفين معنا اليوم الحوثيين فقد آن.
5)لما الصالحون قلوا في جهاد كتاف؛وجد غيرهم، فلم ينف مسمى الجهاد حينها إلا على لسان مشايخ الإبانة،-الذين وافقتهم بحكمك على جهادنا الحالي- وكذلك جهادنا اليوم فإن وجود المخالفين وقلة الصالحين معنا أمثالك لا ينفيه !!
رابعا:قوله وفقه الله:(ومن الهرج والمرج في هذه الفتنةأن المرء لا يدري من يقاتل ومن يقتل)!!
كيف تقول هذا يا أخانا ونحن نقاتل ونقتل من قاتلتهم بدماج دون ارتياب،ونقاتل اليوم أيضا من لهم أعان؟!واستدل بآية:(ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات)ممن يكتم إيمانه خيفة ؛لكنا سلطناكم عليهم.وليس مناط حكمها وتفسيرها في جهادنا القائم؛فإن المؤمنين تميزوا عن الحوثيين،وهم المعتدون وبتميز،وضربهم ومعسكراتهم وأفرادهم وزيهم: معلوم .
وسواء كانوا بالمحافظات الشمالية أم بالجنوبية، ناهيك عن تميزهم بقتالهم لنا خارج المناطق الشمالية وبأرضنا وهم يهاجموننا ونحن ندافع!
وهب أنهم أتوا ومعهم من المؤمنين يقاتلوننا وبقتلوننا،فقاتلناهم وقتلناهم؛أفلسنا نعذر كما عذر أهل بدر يوم قتلوا إخوانهم إذ كانوا في صفوف المشركين ؟!!(الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم)الآية،كما أن فتوى شيخ الإسلام فيما إذا تمترس الكفار بالمسلمين ينظر إلى المصلحة هل في هو القتل أو الإبقاء..
ثم اعتبرهم بغاةعلينا[فقاتلوا التي تبغي]وبغاه على ولي أمرنا{من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاقتلوه}رواه مسلم،{فاضربوه بالسيف كائن من كان}لفظ البيهقي.
نقول:مهما كان الخداع فلسنا نخضع في جهادنا للخونة هؤلاء ولا يؤثرون كما أثر أهل الكوفة بغدرهم بالحسين رضي الله عنه،ولنا إخوة يسيرون الجهاد ويقودون فيه؛ما يسلمنا من اللدغ أصلا ! ووجود الخونة وجد بغزوة أحد وكانوا ثلث الجيش فانسحبوا قبل المعركة ولم يوقف الجهاد بتلك الغزوة !!ووجودهم يتطلب المزيد من الصادقين لأبعادهم،ووجودهم ضرر لكن لو تمكن الحوثة كان أضر علينا،فأين درء المفسدة الكبرى بالأدنى ؟!!
يا سبحان الله !وماذا سيكون اتساع أبواب الفتن لو تمكن الحوثي منا ؟! وحمل طالب العلم لسلاحه وقت الجهاد من مكان لآخر:يعد مفخرة له وللدعوة بدلا من إذلال الحوثي لنا بالسلاح والسجن وتسلطه على الدعوة،وماذا ستبقى لنا من دعوة وعلم ونفع..في ظل تمنكهم منا،لا جعل الله ذلك ؟!
وكم من السلف من كان مجاهدا بسلاحه دوما فمدحوا وما ذموا !!
وأي تردي وضياع سيكون بعد سكوتنا للحوثي من تسلطه على رقابنا ؟!!
وقال:(بأن نلزم الهدؤ والسكينة،وأن يقبل كل واحد منا على شأنه،)أي سكينة إذا سيأتون يذبحون بخنجر السكينةويحلقون الدين والمساجد بالمدفعية ؟!أم أي شأن سيكون لنا وشؤوننا بأيديهم الرافضية ؟!
الأحداث سبقتنا لا نحن سبقناها،حتى كتابتك كانت متأخرة عن الأحداث،وخاضوا فينا قبل أن نقاتلهم، فكيف التبست عليك الأمور ؟!
وأنت تعلم أن قوما طلبوا الإذن عن الجهاد فقال الله فيهم:(ألا في الفتنة سقطوا)!
هذا والطيران معنا ودول تدعمنا،ما لم يكن أثناء الجهاد بدماج وكتاف؛فكيف لا يكون جهادا حال قوتنا وعلى أرضنا،إذ(ليس هناك خيار إلا أن ندفع عن أنفسنا،وأعراضنا،ودمائنا،وأموالنا،وأهلينا،وديننا)كما قاله الشيخ يحيى إبان دماج،ولا خيار لنا الآن؟!
أي حسن وواجب سيكون إذا تولى الحوثة علينا؟! أم كيف يكون ترك ذروة سنام الإسلام حسنا ولا يعنينا،وهل إن تركناه:سيتركوننا ؟!
وقضيةالاستعانةبالمشرك حال الضعف وفي أمور معينة كقصة الدليل عبدالله بن أريقط الليثي المشرك حال الهجرة،التي رواها البخاري؛تختلف عنه حال القوة والطلب كما في حديث :(إرجع فلن أستعين بمشرك)رواه مسلم وغيره،وحالنا حالة ضعف ودفع يا أخانا !
وأنت تذكر جهاد الأفغان ضد الروس كيف شاركنا بطوائفنا وأقر ذلك علماؤنا وعلماؤهم جميعا،هذا وهو على أمثالنا حينها فرض كفاية،فأقررنا الجهاد حينها وبقي مفخرةإلى أيامنا،أيحل زمانا وفي غير بلادنا وهو فرض كفائي، ويحرم يومنا وببلادنا وهو فرض علينا عيني ؟!
بل تمنى بحق شيوخ: لو قاتلوا مع طالبان ضد من هو أشد منها ضلالا !فضلا أن نفرح بانتصار الكفر على من هو أشد منه كفرا؛كالروم مع الفرس مثلا، ولو وقف المسلمون مسالمون للحوثة كموقف المشركين :أبي طالب وقريش مع أبرهةوالحبشة وهم أهل كتاب- إذ للبيت رب يحميه-لسلم-وقد سلم-أبو طالب وقريش منهم وما سلمنا من الحوثة ولو كنا في سفوح جبالنا !
وأي ضرر أعظم من أيادي الحوثة الظاهرة المعلومة حتى نخشى أيادي خفية تحرك الحوثة وهي مجهولة ومحتملة ؟!
فيا أسود الحق ورجال الجهاد،ويا باذلي المال للمجاهدين والعتاد،ويا نساء الإسلام الداعمات بطعامهن ورفع الأياد؛اثبتوا وسطروا قادسية جديدة وجددوا تاريخ أمة حميدة عريقة.
ومن يدري لعلكم تكونوا أصلاب لجيل اثني عشر ألف عدن أبين الذين ينصرون دين رب البرية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق