الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه.
:أمابعد
فهذا الدرس الثاني :
وهويشتمل على عدة مسائل تكملة لماسبق: من أحكام صلاة الكسوف
(( المسألة الرابع))
يجهرفي القراءة في صلاة الكسوف
.
والقراءة في صلاة الكسوف جهرية، كمافعل النبي صلى الله عليه وسلم .
عن عائشة رضي الله عنها:((جهرالنبي
صلى الله عليه وسلم، في صلاة الخسوف بقراءته،فإذافرغ من قراءته
كبر فرفع،وإذارفع من الركعة قال:(سمع الله لمن حمده،ربناولك الحمد.
ثم يعاودالقراءة في صلاة الكسوف
أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات ))
البخاري (1065 )ومسلم(901 )
قال الترمدي:(واختلف أهل العلم في
القراءة في صلاة الكسوف:فرأى بعض أهل العلم أن يسربالقراءة فيها
بالنهار،ورأى بعضهم أن يجهربالقراءة
فيها،كنحوصلاة العيدين والجمعة،وبه
يقول مالك وأحمدوإسحاق يرون
الجهرفيها،وقال الشافعي:لايجهرفيها)
أنظرسنن الترمدي(448/2احمدشاكر
والراجح هوالجهر وهوالمعتمد.
(( المسألة الخامسة: (( وجوب قراءة الفاتحة قبل الركوع الأول.
يجب أن يقرأالفاتحة قبل الركوع الأول، وهذامجمع عليه لان الفاتحة
ركن في جميع الصلوات،
قال النووي في شرح مسلم(199/6)
:((اتفق العلماء على أنه يقرأالفاتحة
في القيام الأول من كل ركعة، واختلفوافي القيام الثاني،فمذهبنا ومذهب مالك وجمهورأصحابه انه لاتصح الصلاة إلا بقرءتها فيه، وقال محمد بن سلمة من المالكية :لايقرأ الفاتحة في القيام الثاني ))
(( المسألة السادسة:))
تصلى جماعة في المسجد :
الأفضل أن تصلى صلاة الكسوف جماعة، وهذاقول الجمهور لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، حيث صلاهابأصحابه جماعة.
ويدل على ذلك الأمورالتالية:
(1 )ماسبق من مشروعية النداء لصلاة الكسوف ب((الصلاة جامعة ))
(2 )ماورمن أن بعض الصحابة صلاها
جماعة في المسجد
حكى في بداية المجتهد(188/4 ) وإكمال المعلم(330/3 )والقوانيين
الفقهية(ص60 )((الإجماع على سنية
الصلاة عندالكسوف الشمس جماعة،واستثنى عياض ماذكره الخطابي من خلاف العراقيين ،وقال النووي في شرح مسلم(198/6)
((مذهب مالك والشافعي وأحمد وجمهورالعلماء انه يسن فعلهاجماعة
،وقال العراقيون فرادى وحجة الجمهور الأحاديث الصحيحة في مسلم وغيره ))
وردالأمربصلاة الكسوف في أحاديث
جمع من الصحابة،كماثبت فعله صلى
الله عليه وسلم لهاجماعة من أحاديث
جمع من الصحابة أيضافي الصحيحين وغيرهما.ينظرصحيح البخاري(1066-1040 ) ومسلم (901-915 )
من تراجم البخاري في (صحيصحه )(باب صلاة الكسوف جماعة،وصلى ابن عباس وهم في صفة زمزم، وجمع علي بن عبدالله بن عباس، وصلى ابن عمر... ))ثم ساق بسنده
حديث ابن عباس السابق.
والقول بمشروعية صلاة الكسوف جماعة هو قول الجمهور كما ذكرت سابقا، وإن لم يحضرالإمام الراتب فيؤم لهم بعضهم.انظر الفتح ((540-539/2 ))
(3 )مااشعرت به الروايتان السابقتان من حديث عائشة،وابن عباس رضي الله عنهما. من أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم، صلاهاجماعة في
المسجد،بل في رواية لحديث
عائشة المتقدم،قالت :((خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله صلى آلله عليه وسلم إلى المسجد، فقام وكبروصف الناس وراءه... ))
ومن تراجم البخاري في( صحيحه): (باب صلاة الكسوف في المسجد ) وأورد حديث عائشة السابق
وانظرفتح الباري (544/2 )
وإن صلاها بعضهم منفردا جازلإطلاق
الأمر بها في أحاديث كثيرة.
أنظرالمقنع مع الشرح الكبير(385/5)
وزادالمستقنع مع شرح الروض المربع
(472-470/3 )
((المسألة السابعة:))
اذافاته ركوع من الركوعين في الركعة:
صلاة الكسوف ركعتان،كل ركعة بركوعين وسجدتين،فمجمل الصلاة
أربع ركوعات واربع سجدات في ركعتين.
ومن أدرك الركوع الثاني في الركعة الأولى،فاته فيها قيام وقراءة وركوع
وبناءعليه لايكون قدجاءبركعة من ركعتي صلاة الكسوف ،فلايعتدبهذه الركعة،وعليه بعدسلام الإمام أن يأتي
بركعة بركوعين على ماثبت في الأحاديث الصحيحة.
والدليل عليه قوله صلى الله عليه وسلم ((من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ))متفق عليه
وليس من أمرالرسول صلى الله عليه وسلم صلاة ركعة من صلاة الكسوف بركوع واحد، والله أعلم.
(( المسألة الثامنة:))
صلاة كسوف القمركصلاة خسوف الشمس:
يصلى لكسوف القمركمايصلى لخسوف الشمس،
والدليل قوله صلى الله عليه وسلم
((إن الشمس والقمرآيتان من آيات الله، لاينخسفان لموت أحدولالحياته،
فإذارأيتم ذلك، فادعوا الله،وكبروا، وصلوا،وتصدقوا )) أخرجه الشيخان
فالرسول صلى الله عليه وسلم، صلى
لخسوف الشمس،وأمرنا أن نصنع مثل ذلك في كسوف القمر،وهذاظاهر
بين، والله أعلم
قال ابن المنير:((ويصلى لكسوف القمر كمايصلى لخسوف الشمس )) وأنظرالإقناع لابن المنذر(125-124/1 )
تم بحمد الله
في التاسع عشر من محرم لعام
1438هجري
المدينة النبوية حرسها الله
كتبه
عبدالله الريني
0 التعليقات:
إرسال تعليق