الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنامحمدوعلى آله وصحبه ومن أتبع هداه.
هذاالدرس الأول من صلاة الضحى
وفيه عدة مسائل:
المسألةالأولى :
تسمية صلاة الضحى
بالإشراق.
تسمى هذه الصلاة (صلاة الإشراق )
وهوأول وقت لصلاة الضحى
لأنهاتفعل بعدشروق السمش وارتفاعها،وتسمى(صلاة الضحى )
لأنها تفعل في وقت الضحى ،وتسمى
إذاصليت عندشدة الحر:((صلاة الأوابين ))
ويدل على هذه التسمية لصلاة الضحى ب((صلاةالاشراق )) ماثبت
عن ابن عباس
عن عبدالله بن الحارث بن نوفل:((أن ابن عباس كان لايصلي الضحى.قال:فأدخلته على ام هانئ، فقلت:أخبري هذابماأخبرتيني به. فقالت :أم هانئ:دخل علي رسول آلله عليه الصلاة والسلام. يوم الفتح في بيتي، فأمربماء، فصب في قصعة، ثم أمربثوب، فأخذبيني وبينه، فاغتسل ثم رش ناحية البيت، فصلى ثمان ركعات، وذلك من الضحى، قيامهن وركوعهن وسجودهن وجلوسهن سواء، قريب بعضهن من بعض. فخرج ابن عباس وهو يقول:لقدقرأت مابين اللوحين ماعرفت صلاة الضحى إلا الآن :((يسبحن بالعشي والاشراق ))
وكنت أقول:أين صلاة الإشراق؟ثم قال بعد: هن صلاة الإشراق. أخرجه الطبري في تفسيره(137/23 ) والحاكم(53/4 )
والأثرحسن لغيره
ومن شواهده(1) ماأخرجه عبدالرزاق في المصنف(79/3 )عن معمرعن عطاءالخراساني،قال:قال ابن عباس :
((لم يزل في نفسي من صلاة الضحى شيء حتى قرأت:(سخرناالجبال معه يسبحن بالعشي
والاشراق)
هذاسندحسن الى عطاء،لكن رواية عطاءعن الصحابة مرسلة منقطعة
انظر(تهذيب التهذيب)(212/7 )
(2 )ماأخرجه الطبراني في(المعجم الكبير )(406/24 )وفي الاوسط (64-63/6 )من طريق أبي بكرالهذلي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس،قال:((كنت أمر بهذه الآية فماأدري ماهي؛(بالعشي والاشراق )
حتى حدثتني أم هانئ بنت أبي طالب أن رسول الله صلى آلله عليه وسلم دخل عليها،فدعابوضوءفي جفنة، كأني أنظر إلى أثرالعجين فيها،
فتوضأفقام فصلى الضحى، فقال:ياأم
هانئ هي صلاة الإشراق )
وابوبكرالهذلي إخباري متروك الحديث كمافي(التقريب)(ص625 )
(وأنظرالمصنف لابن أبي شيبة(408-407/2 )والدرالمنثور للسيوطي(151-150/7 )
واماتسمتها ب(صلاة الأوابين ) فلمارواه مسلم (748) ماجاء عن
زيدبن الأرقم ،أنه رأى قومايصلون من الضحى، فقال:أمالقدعلمواأن الصلاة في غيرهذه الساعة أفضل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(صلاة الأوابين حين ترمض الفصال.
وعن أبي هريرة قال:قال رسول آلله صلى الله عليه وسلم (لايحافظ على صلاة الضحى إلاأواب )وقال:(وهي صلاة الأووابين ) أخرجه ابن خزيمة
(228/2 )والحاكم(314/1 ) والطبراني في الاوسط(279/2 )والحديث صححه الألباني أنظرسلسلة الأحاديث الصحيحة حديث رقم(1994 )
قال الشيخ ابن عثيمين
وأماوقت صلاة الإشراق فإنه من ارتفاع الشمس قيدرمح يعني حوالي
متروشيء يسيرإلى قبيل الزوال، وتقديرذلك بالساعات:بعدطلوع الشمس بثلث ساعة قبل زوالها،يعني:
قبل صلاة الظهربعشردقائق،وتجوز في أول الوقت وفي آخره،يعني: تجزي في الوقت الذي يسمية الناس
صلاة الإشراق، ولأن صلاة الإشراق هي صلاة الضحى إلى قبيل الزوال، وفي آخرالوقت أفضل لحديث صلاة
الأوابين حين ترمض الفصال )
شرح بلوغ المرام(210/3)
وفي فضل صلاة الضحى في أول وقتها-وهي التي تسمى ب(صلاة الإشراق) جاءت أحاديث منها
(1 )عن أبي أمامة،قال:قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم،(من صلى صلاة الصبح في مسجدجماعة ،يثبت
فيه حتى يصلي سبحة الضحى،كان كأجرحاج أومعتمرتاماحجته وعمرته)
أخرجه الطبراني
وفي رواية(من صلى صلاة الغداة في
جماعة ثم جلس يذكرالله حتى تطلع الشمس..... ) أخرجه الطبراني في الكبير )(209-181-174-/8 )
وحسنه الألباني في ((صحيح الترغيب والترهيب )(189/1 )
(2 )عن أبي در وأبي الدرداءعن الرسول صلى الله عليه وسلم عن الله
عزوجل انه قال(ابن آدم أركع لي من
اول النهارأربع ركعات، أكفيك آخره )
أخرجه الترمدي(475 ) وأحمد(451-440/6 )وصححه الألباني صحيح الترمدي (147/1 )
(3 )عن أنس قال: رسول صلى الله عليه وسلم (من صلى الغداة في جماعة ثم قعديذكرالله حتى تطلع الشمس ثم يصلي ركعتين،كانت له كأجرحجة وعمرة،تامة تامة تامة ) أخرجه الترمدي وحسنه الألباني (صحيح سنن الترمدي(182/1 )
قال الطيبي:(وهذه الصلاة تسمى صلاة الإشراق ،وهي أول صلاة الضحى)انظرتحفة الأحوذي(405/1
المسألة الثانية
فضل صلاة الضحى
وردت أحاديث في فضل صلاة الضحى،منها حديث
(1 )عن أبي ذر،عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة،فكل تسبيحة صدقة،وكل تحميده صدقة،
وكل تهليلة صدقة،وكل تكبيرة صدقة،وأمربالمعروف صدقة ونهي عن المنكرصدقة،ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهمامن الضحى )أخرجه مسلم(720 )
(2 )عن أبي الدرداءوأبي ذر، عن رسول آلله صلى الله عليه وسلم عن الله عزوجل أنه قال:((أبن آدم أركع لي من اول النهارأربع ركعات، أكفيك آخره ))سبق تخريجه
(3 )عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول آلله صلى الله عليه وسلم ((لايحافظ على صلاة الضحى إلا أواب )وقال(هي صلاة الأووابين)
سبق تخريجه
(4 )عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
اوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث بصيام ثلاثة ايام من كل شهر
وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أرقد )رواه مسلم (721 )
قال في طرح التثريب(349/3 )عند ذكره لفوائدإجزاء ركعتي الضحى عن
صدقات سلامي البدن(الرابعة عشر)
فيه فضل عظيم لصلاة الضحى لمادل
عليه من أنهاتقوم مقام ثلاثمائة وستين حسنة قال ابن عبدالبروهذا أبلغ شيء في فضل صلاة الضحى أنتهى وذكرأصحابناالشافعية أنها أفضل التطوع بعد الرواتب لكن النووي في شرح المهذب قدم عليها صلاة التراويح فجعلهافي الفضل بين
الرواتب والضحى . ))
تم بحمدلله
في المدينة النبوية حرسها الله
3صفر1438هجري
كتبه
عبدالله الريني
0 التعليقات:
إرسال تعليق