الثلاثاء، 8 نوفمبر 2016

الدرس الثاني من صلاة الضحى لأخينا الفاضل أبي الحارث عبدالله الريني

بسم الله الرحمن الرحيم.  
      الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنامحمدوعلى آله وصحبه ومن أتبع هداه. 
أمابعد:فهدالدرس الثاني من صلاة الضحى وفيه عدة مسائل.
        المسألة الثالثة 
وهي حكم صلاة الضحى وحكمتها.
صلاة الضحى سنة مؤكدة،وهذاقول عامة أهل العلم وهي مستحبة في جميع أيام العام في قول جمهورأهل
العلم لورود أدلة كثيرة تدل على 
عظيم فضلها وتاكدها،وقد ورد في مشروعيتها أحاديث كثيرة بلغت حدالتواتر ،فقدثبتت بأمره صلى الله عليه وسلم وترغيبه في فعلها،وبفعله
صلى الله عليه وسلم لها،وأوصى بها
صاحبيه أباهريرة، وأباذر،وأخبر أنها مستحبة في كل يوم، لأن ركعتين منهاتجزي عن الصدقة المطلوبة عن
كل عضو ومفصل من اعضاءومفاصل
الإنسان والتي عددهاثلاثمائة وستون
عضوا،ومفصلا،كمافي حديث أبي ذر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقةوكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعرفة صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهمامن الضحى  ))رواه.  مسلم (720 )
وقدسبق ذكر كثيرمن الأحاديث في فضل صلاة الضحى. في المسألة الأولى ،والمسألة الثانية.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في التخليص المعين على شرح الأربعين (135 )
(يؤخذمن هذه الرواية:أنه ينبغي للإنسان أن يداوم على ركعتي الضحى وجه ذلك أنها تأتي بدلا عن هذه الصدقات أي بدلا عن ثلاثمائة
وستين صدقة،وهذاالقول الراجح:أنه
تسن المداومة على ركعتي الضحى )

وقال الشوكاني في نيل الأوطار (والحديثان يدلان على عظم فضل    
الضحى وأكبرموقعهاوتأكدمشروعيتهاوأن ركعتيهاتجزيان عن ثلاثمائة وستين
صدقة وماكان كذلك فهوحقيق بالمواظبة والمداومة )(77/3 )

والقول بأستحبابهاهومذهب الحنفية
والمالكية والشافعية والحنابلة،إلا أن جمهورالحنابلة على أنه لاتستحب المداومة عليها،بل تفعل غبا.        وروي هذا
عن بعض التابعين،كتلاميذابن مسعود
وروي عنهم وعن بعض السلف عدم فعلهم لها. 
ينظر:إكمال المعلم(52/3)والمجموع (36/4 )والروض مع حاشية ابن قاسم(229/2 )اختبارات ابن تيمية الفقهية (78-72/3)ومجموع الفتاوى (284/22 )

أم شيخ الإسلام ابن تيمية،فإنه بعد ان قرر أتفاق أهل العلم بسنته على أن النبي صلى آلله عليه وسلم لم يكن يداوم على صلاة الضحى،ثم قرر
أستحبابها،قال:(بقي أن يقال:فهل الأفضل المداومة عليها؟ أوالأفضل ترك المداومة أقتداءبالنبي صلى الله عليه وسلم؟ هذامماتنازعوا فيه. والأشبه ان يقال:من كان مداوما على
قيام الليل، أغناه عن المداومة على صلاة الضحى، كماكان النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان ينام عن قيام الليل، فصلاة الضحى بدل عن قيام الليل )((مجموع الفتاوي)) (284/22 )
والذي يظهر من النصوص استحباب المداومة على الإطلاق،وقدكان النبي صلى الله عليه وسلم يدع العمل وهو
يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به
الناس فيفرض عليهم ،فهذاعلة عدم 
مداومته-عليه الصلاة والسلام-فتبقى
على إطلاقها،وقدأشارت إلى شي من هذاعائشة رضى الله عنها.انظرجامع الأصول(109-108/6 )

حكمة مشروعية صلاة الضحى أنها شرعت في هذاالوقت الذي هو من أطول الأوقات بين الصلوات المكتوبات؛،لئلا تطول غفلة العبد عن
ذكرالله تعالى،ولأن هذاالوقت هو أول
أوقات جوازصلاة النافلة، فشرع للمسلم أن يؤدي في بداية يومه صلاة تكون كالشكر على جميع أعضاء العبدومفاصله ،كمافي حديث أبي ذرالسابق.
وفي شرح حديث أبي ذر((أي يكفي عن هذه الصدقات المطلوبة عن 
جميع السلاميات صلاة ركعتين من 
الضحى ،لأن الصلاة بجميع الأعضاء، 
فإذاصلى العبدفقدقام كل عضو منه بوظيفته وأدى شكرنعمته))أنظرمنحة العلوم في شرح بلوغ المرام (271 )

  المسألة الرابعة وقت صلاة الضحى.
وقت صلاة الضحى هووقت الضحى،
فهي في النصف الأول من النهار.
قال في طرح التثريب(72/3 )((قد عرف في الكلام على الحديث الذي قبله أن الضحى اسم لأول النهار واضيفت هذه الصلاة لذلك الوقت 
لأنه وقتها فوقت صلاة الضحى النصف الأول من النهار ))
فيبدأوقت صلاة الضحى من طلوع الشمس وارتفاعهاقيدرمح في عين الناظر،وهذامجمع عليه.
لمارواه مسلم(832 )عن عمروبن عبسة قال:قلت:يانبي الله اخبرني 
عماعلمك الله ،وأجهله قال:(صل صلاة الصبح،ثم أقصرعن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع،فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان وجينئذ يسجدلها الكفار،ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح،ثم أقصر عن الصلاة،فإنهاحينئذتسجرجهنم ،فاذا أقبل الفيء فصل،فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر  ثم أقصرعن الصلاة حتى تغرب      
الشمس فإنهاتغرب بين قرني الشيطان، وحينئذ يسجدلهاالكفار )
ولماثبت عن سعيدبن نافع،قال:رآني أبوبشيرالأنصاري،صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأناأصلي صلاة
الضحى حين طلعت الشمس،فعاب ذلك علي ،ونهاني،ثم قال:(إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(لاتصلواحتى ترتفع الشمس،فإنها تطلع بين قرني الشيطان )
رواه أحمد(21889 )وإسناده محتمل للتحسين،وله شاهدمن حديث علي عندأحمد(1252 )ورجاله ثقات،عدا عاصم بن ضمرة،وحديثه حسن إذالم يتفردفي الباب،وله شاهدثالث من قول علي -رضي الله عنه-رواه ابن أبي شيبة(7886 )وابن سعد    (339/6 )
ورجاله ثقات،عداأبي رملة الأزدي الراوي عن علي وهو تابعي لم يوثق .

وعليه فيكون أول وقتهابعدطلوع الشمس بربع ساعة،أو أقل من ذلك.

قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع(87/4 )(قيدرمح،أي:نحومتر  .وبالدقائق المعروفة :حوالي اثنتي عشرة دقيقة
ولنجعله ربع ساعة خمس عشرة دقيقة،لأنه أحوط فإذامضى خمس عشرة دقيقة من طلوع الشمس،فإنه
يزول وقت النهي،ويدخل وقت صلاة
الضحى )
وقال عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة كمافي مجلة البحوث الإسلامية(ووقت هذه الصلاة من ارتفاع الشمس قيدرمح ،أي:بعد إشراق الشمس بمايقارب عشر دقائق إلى أن يأتي وقت الظهر )
وأنظرأيضامجموع فتاوى ومقالات متنوعة الشيخ ابن باز(397/11 )
وقال الشيخ ابن عثيمين أيضافي شرح رياض الصالحي(151/5 )
(هي ركعتان تفعلان من ارتفاع الشمس قدر رمح،إلى قبيل الزوال.  ورتفاع الشمس قيدرمح يكون بمقدار
ربع ساعة،أونحوهابعدطلوع الشمس،
فمن ثم يدخل وقت صلاة الضحى، إلى أن يبقى على الزوال عشر دقائق
أوقريب منها.
كل هذاوقت لها،لكن فعلهافي اخر الوقت أفضل،لقول النبي صلى الله عليه وسلم :(صلاة الأوابين حين ترمض الفصال )والفصال :أولادالنوق
وترمض يعني تشتدعليهاالرمضاء، وهذافي آخرالوقت.
وهذه من الصلوات التي يسن  تأخيرها. 
ونظيرهافي الفرائض صلاةالعشاء       فإن صلاة العشاء الأفضل أن تؤخر في آخروقتهاإلاإذاشق على الناس .

وينتهي وقت صلاة الضحى إذادخل وقت الزوال،وهووقت الاستواء ، وهواستواءالشمس بوجودها في كبد
السماءغيرمائلة جهة المشرق ولاجهة المغرب، وهذالايعرف فيه خلاف بين أهل العلم. لحديث عمربن عبسة السلمي السابق. 
فهذامذهب الحنابلة والشافعية والمالكية والحنفية.
فيكون نهاية وقتهاقبل زوال الشمس بمايقرب من خمس دقائق
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في التخليص المعين على شرح الأربعين (135 )(ووقتهامن أرتفاع الشمس قيدرمح في رأي العين،إلى قبيل الزوال يعني بعدطلوع الشمس بنحو ثلث ساعة إلى قبيل الزوال بعشردقائق أو خمس دقائق  )
وأيضاينظر في مجموع فتاويه ورسائله (306/14 )

وأفضل وقتهاصلاة الضحى عند اشتداد حرارة الشمس وذلك في آخر
وقت الضحى،كماسبق.  لماروى مسلم
عن الشيباني أن زيدبن أرقم رأى قوما
يصلون من الضحى فقال:امالقدعلموا
أن الصلاة في غيرهذه الساعة أفضل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الأوابين حين ترمض الفصال  )
وهذاالوقت يبدأبحسب التوقيت المعاصر:قبل أذان الظهربما يقرب من ساعة أو أقل من ساعة.
(وقال الشيخ ابن عثيمين قبل زوال الشمس بنصف ساعة أو خمس وربعين دقيقة أونحوذلك المهم أن تخلص منها قبل الزوال بعشردقائق )

تم بحمد
       بس صفر7عام1438هجري
المدينة النبوية حرسها الله
           كتبه
 أخوكم أبوالحارث عبدالله الريني

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More