الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

الدرس الثالث من أحكام صلاة تحية المسجد. لأبي الحارث عبدالله الريني حفظه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبباء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
أم بعد:
فهذاالدرس الثالث من أحكام صلاة تحية المسجد.
وفيه مسائل:المسألة الثامنة:
وهي إذاصلى المأموم الراتبة القبلية في البيت ثم دخل المسجدوالصلاة لم تقم بعد يجب عليه أن يصلي تحية المسجد،
أم إن كان لم يصل الراتبة في المنزل،
فهوبالخيار إن شاء صلى تحية المسجد ثم السنة الراتبة، وإن شاء اكتفى بالسنة الراتبة وكفته عن تحية المسجد، هكذاقال العلماء.
لأن العبادات المتماثلة تتداخل،على تفصيل في ذلك ليس هذاموضع بسطه.
أنظرالمنثورفي القواعدللزركشي قاعدة التداخل(269-270/1) وكتاب التداخل بين الأحكام للدكتورخالد الخشلان

والأكتفاءبالسنة الراتبة أولى إذا كان في وقت نهي خروجامن خلاف من منع من تحية المسجدفي وقت نهي.
كمالودخل المسجدبعدأذان الفجر، في
وقت متسع قالوايصلي تحية المسجد ثم راتبة الفجر،لمافيه من كثرة التعبدلله تعالى.
أنظرالأشباه والنظائرللسيوطي:قاعدة
ماكان أكثرفعلاكان أكثرفضلا(143)
التداخل بين الأحكام للدكتورخالد الخشلان(96-97/1)

المسألة التاسعة:
من دخل المسجدوالإمام يصلي بالناس لم يجز له أن يصلي ركعتي تحية المسجد، وهذامجمع عليه عندالعلماء لأنه مأموربالصلاة مع الإمام.
قال الحافظ ابن حجر(قيل:اتفقوا على أن الداخل والإمام في الصلاة تسقط عنه التحية)
انظرفتح الباري(410/2)

المسألة العاشرة:
إذا دخل فوجد الصلاة قد أقيمت فصلى الفريضة فإن هذه الفريضة تنوب عن تحية المسجد،لأنه يكون صلى عند دخوله المسجد،فيكون فعل ماأمر له فعله في حديث أبي قتادة السابق من الصلاة قبل أن يجلس،ولأن المقصود بالتحية أن يبدأ عند دخوله المسجدبالصلاة.
قال النووي في المجموع(52/4)
(قال أصحابنا ولايشترط ان ينوي بالركعتين التحية بل إذاصلى ركعتين
بنية الصلاة مطلقا أونوى ركعتين نافلة راتبة أو غير راتبة أو صلاة فريضة مؤداة أو مقضية أو منذورة أجزأه ذلك وحصل له مانوى وحصلت
تحية المسجدضمنا ولاخلاف في هذا
قال أصحابناوكذا لو نوى الفريضة وتحية المسجد أو الراتبة وتحية المسجد حصلا جميعا بلاخلاف الى قوله وأماالتحية فالمرادبها أن لاينتهك المسجدبالجلوس بغيرصلاة.
وينظرأيصا:حاشية ابن عابدين(456/1)
وأيصاقالوا: وإن نوى بهذه الفريضة أداء الفرض والتحية معاحصل له أجرهمامعا لحديث(إنماالأعمال بالنيات)
رواه البخاري(1)ومسلم(1907
انظرحاشية ابن عابدين(456/1)

المسألة الحادي عشرة:
إذادخل المسجد وصلى صلاة الجنازة
هل تجزءه عن تحية المسجد.
أمالو لم يؤد بعد دخول المسجدسوى صلاة الجنازة فإن هذه الصلاة لاتنوب عن التحية لأن التحية لاتكون بأقل من ركعتين،بدلالة حديث أبي قتادة السابق، ويجب عليه أن يأتي بتحية المسجدلأنه لم
يجلس بعد.
قال في طرح التثريب(83/4) (الخامسة)وفيه أنهالاتحصل بأقل من
ركعتين وبه قال الجمهورمن أصحابنا
وغيرهم وقال بعض أصحابنا تحصل بركعة واحدة وبالصلاة على الجنازة
وبسجود التلاوة والشكرلأن المقصود
إكرام المسجدوهوحاصل بذلك وهذا ضعيف مخالف لظاهرالحديث)

أيضا في المقابل نقول إذا صلى أكثر من ركعتين جاز وحصل المطلوب.
قال النووي في المجموع(52/4)
(قال أصحابناوتحية المسجدركعتان
للحديث فإن صلى أكثر من ركعتين بتسليمة واحدة جاز وكانت كلهاتحية
لاشتمالهاعلى الركعتين ،ولوصلى على جنازة أوسجدلتلاوة أوشكر أوصلى ركعة واحدة لم تحصل التحية لصريح الحديث الصحيح هذا هوالمذهب)

المسألة الثانية عشرة:
إذازاد على الركعتين.
وإن زادالداخل المسجد على صلاة ركعتين فحسن،لأنه زيادة خير ويكون
مازاد على الركعتين تطوعامطلقا.
قال المناوي في فيض القدير (337/1)(ثم هذاالعدد لامفهوم لأكثره اتفاقا...فلوقعد شرع تداركهما إن سهاوقصرالزمن وكذا لودخل زحفا
أوحبوا فقوله(فلايجلس)غالبي إذ القصد تعطيم المسجد ولذلك كره تركها بلاعذر) ومعني قصرالزمن
(أي كانت المدة قصيرة)
وهذه الزيادة تدخل في التنفل المطلق والشارع قد رغب في ذلك في أحاديث كثيرة منها.

(1)عن أبي هريرةرضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((إن أول مايحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة.قال:يقول ربنا-جل وعز-لملائكته-وهوأعلم-: انظروا في صلاة عبدي أتمهاأم نقصها
فإن كانت تامة؛ كتبت له تامة، وإن كان انتقص منهاشيئا،قال:انظروا،هل
لعبدي من تطوع؟فإن كان له تطوع، قال:أتموا لعبدي فريضته من تطوعه
ثم تؤخد الأعمال على ذاكم))
أخرجه أحمد(290/2)وابوداود (864)والنسائي كتاب الصلاة (223/2)والترمدي(413) وابن ماجة
وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة(240/1)وفي صحيح سنن أبي
داود(163/1)
المقصود الأعمال هنا: أي المتعلقة بحق الله تعالى(دليل الفالحين) (58/3)
قال ابن العربي في(عارضة الأحوذي)
(207/2)(يحتمل أن يكون يكمل له مانقص من فرض الصلاة وأعدادها بفضل التطوع،ويحتمل مانقصه من خشوع)
وقال العراقي فيمانقله عنه في تحفة الأحوذي(318/1)
(يحتمل أن يراد به ماانتقصه من السنن والهيئات المشروعة فيها من الخشوع والأذكار والأدعية،وأنه يحصل له ثواب ذلك في الفريضة، وإن لم يفعله فيها،وإنمافعله في التطوع .
ويحتمل أن يراد به مانتقص أيضامن
فروضها وشروطها.
ويحتمل أن يراد ماترك من الفرئض رأسا ،فلم يصله، فيعوض عنه من التطوع والله عزوجل يقبل من التطوعات الصحيحة عوضا عن الصلوات المفروضة)

(2)عن ربيعة بن كعب بن مالك الاسلمي رضي الله عنه قال:كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،فأتيته بوضوئه وحاجته،فقال
لي:(سل.فقلت:أسألك مرافقتك في الجنة.قال:أوغيرذلك؟قلت:هوذاك قال
فأعني على نفسك بكثرة السجود)
أخرجه مسلم(489 وأصحاب السنن

والمرادبالسجودهنا:صلوات النافلة المطلقة،لأن السجود بغيرصلاة أولغير
سبب،غير مرغب فيه على نفراده.
والسجود وإن كان يصدق على الفرض،لكن الأتيان بالفرئض لابد منه
لكل مسلم،وإنما أرشده الرسول صلى الله عليه وسلم إلى شيء يختص به ينال به مطلبه.
ولذلك أوردابن حجرالعسقلاني حديث ربيعة في باب صلاة التطوع
من(بلوغ المرام)(3/2سبل)

(3) عن معدان بن أبي طلحة اليعمري
قال:لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت:أخبرني
بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة-أو
قال:قلت:بأحب الأعمال إلى الله؟ فسكت،ثم سألته؟فسكت،ثم سألته الثالثة؟فقال:سألت عن ذلك رسول الله صلى الله علبه وسلم. فقال:
(عليك بكثرة السجود لله فإنك لاتسجدلله، سجدة إلارفعك الله بها درجة، وحط بهاعنك خطيئة) قال: معدان ثم لقيت أباذر ،فسألته؟فقال
لي مثل ماقال لي ثوبان.
أخرجه مسلم(488)
وهذه الأحاديث تدل على فضيلة الإكثار من صلاة النافلة المطلقة.

المسألة الثالثة عشرة:
من دخل المسجدفجلس ناسيانا أوجهلا.
من دخل المسجدفجلس قبل أن يصلي التحية جهلا أوناسيانا،فإن كان لم يطل الجلوس،فإن له أن يقوم فيصلي ركعتين،لمارواه مسلم عن أبي
قتادة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال:دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بين ظهراني الناس قال فجلست فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:مامنعك أن تركع ركعتين قبل أن تجلس؟ قال فقلت يارسول الله رأيتك جالسا والناس جلوس قال:
فإذادخل أحدكم المسجدفلا يجلس
حتى يركع ركعتين)
ولأن وقتها لم يفت.
قال في إعانة الطالبين(296/1)
(فإن جلس قصيرا ساهياأوجهلا أنهالا
تفوت به وذلك لخبرالصحيحين:أنه صلى الله عليه وسلم،قال وهوقاعد
على المنبر يوم الجمعة لسليك الغطفاني لماقعد قبل أن يصلي:قم فاركع ركعتين)
وأما إذاجلس وطال الفصل وهولم يؤد ركعتي تحية المسجدفإنه لايشرع أداؤها حيئذ، وهذاقول الجمهور، لأنها ذات سبب فات وقتها.
قال في المجموع(53/4)(لوجلس في المسجدقبل التحية وطال الفصل
فاتت ولايشرع قضاؤها بالاتفاق. وعند الحنفية له أن يصلي عند دخوله أوعند خروجه)

المسألة الرابعة عشرة:
لايشرع للإمام إذادخل في وقت إقامة الصلاة أن يصلي تحية المسجد
وهذامجمع عليه عندأهل العلم لان النبي صلى الله عليه وسلم كان لايصلي تحية المسجد،وإنماكان يدخل وقت إقامة الصلاة ،فإذادخل أقيمت الصلاة، وأحياناكان بلال يؤذن
النبي صلى الله عليه وسلم بوقت الإقامة، ثم يرجع فيقيم،فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي بالناس
قال في حاشية ابن عابدين(456/1)
(واتفقواعلى أن الإمام لوكان يصلي
المكتوبة أوأخذالمؤذن في الإقامة أنه يتركها،)
ومن أدلة ذلك:مارواه مسلم(606)
عن جابربن سمرة؛قال:(كان بلال يؤذن إذا دحضت،فلايقيم حتى يخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فإذاخرج أقام الصلاة حين يراه)
وروى البخاري(626)عن عائشة رضي
الله عنهاقالت:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذاسكت المؤذن بالأولى من صلاة الفجرقام،فركع ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر، بعدأن يستبين الفجر،ثم اضطجع على شقه الأيمن،حتى يأتيه المؤذن
للإقامة)
المسألة الخمسة عشرة:
وهي أنه لايشرع للإمام إذادخل لخطبة الجمعة في الوقت، أن يصلي تحية المسجد،وهذامجمع عليه بين السلف لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين كانوا يصلون بالناس الجمعة لم يكونوا يصلون تحية المسجد.
قال الحافظ ابن حجرفي الفتح (410/2)(اتفقواعلى سقوط التحية
عن الإمام مع كونه يجلس على المنبر
قال النووي في روضة الطالبين (33/2)(وذكرصاحباالعدة والبيان أنه
يستحب للخطيب إذاوصل المنبر أن
يصلي تحية المسجدثم يصعده.وهذا
الذي قالاه غريب وشاذ ومردود،فإنه
خلاف ظاهرالمنقول عن فعل النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين ومن بعدهم)
تم بحمدالله
في23 صفر1438هجرية
كتبه أخوكم أبوالحارث
عبدالله الريني
المدينة النبوية حرسها الله

الدرس الثاني من أحكام صلاة تحية المسجد لأبي الحارث عبدالله الريني حفظه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبيأوالمرسلين
وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمابعد:فهذاالدرس الثاني من أحكام صلاة تحية المسجد

المسألة الثالثة تكراردخول المسجد
إن كررالدخول فله أن يصلي تحية المسجدفي كل مرة،لتكرر موجبها.
قال في البحرالرائق(38/2)(عامة العلماء قالوايصلي كلمايدخل المسجد)قال في المجموع(52/4)
(لوتكرر دخوله في المسجدفي الساعة الواحدة مراراقال صاحب التتمة تستحب التحية لكل مرة،وقال
المحاملي في اللباب:أرجوأن تجزيه
التحية مرة واحدة،والأول أقوى وأقرب إلى طاهرالحديث)
وينظرالإنصاف(218/4)

وهكذابالنسبة للمعتكف كلما دخل المسجديأتي بتحية المسجد حتى لو
كان خروجه لايقطع اعتكافه، لعموم حديث أبي قتادة.

المسألة الرابعة:هل على المار في المسجدتحية المسجد.
من دخل المسجدللمرورفقط،لم تشرع
تحية المسجدفي حقه،لأنهاإنما شرعت في حق من يريدالجلوس، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في
حديث أبي قتادة((فلايجلس))
أنظرفتح الباري لابن رجب(275/3)

(●)وإن صلى المار ركعتين بنية تحية المسجد،فإنها تنقلب إلى نافلة
مطلقة،لأن هذاهوالمشروع والمستحب في حقه.

المسألة الخامسة:إذا دخل وقت النهي
إذادخل وقت النهي جاز له أن يأتي بتحية المسجدإذا أرادالجلوس.
والأوقات التي ينهى عن صلاة التطوع مطلقافيهاهي خمسة أوقات
أذكرهاهناإجمالاكماجائت في الأحاديث الصحيحة.
(1)الوقت الأول:بعدصلاة الفجروهذا قول الجمهور.
أنظرسنن الترمدي(344-350/1) (280/2)وطرح التثريب(185/2)
شرح ابن رجب(260/3)ونيل الأوطار(101/3)

(2) الوقت الثاني:وقت طلوع الشمس،وهذاالوقت أجمع أهل العلم على أنه وقت نهي.
وممن حكى هذاالإجماع:ابن عبدالبر
في التمهيد(17/4)وفي الإستذكار (118/1)وابن رشدفي بداية المجتهد(303/2)والبغوي في شرح السنة(336/3)والنووي في شرح مسلم(110/6)والعيني في عمدة القاري(12/5)ونقله ابن رجب في شرحه (276/3)عن غير واحدمن أهل العلم.
وذكرالحافظ العراقي في طرح التثريب(182/2)أنه مجمع عليه في الجملة.وذكرابن عبدالبرأيضاأنه لايعرف خلافابين المتقدمين، والمتأخرين في هذه المسألة.

(3)الوقت الثالث:وقت زوال الشمس
وهذاقول الجمهور.
أنظرشرح مسلم للنووي(117/6) وفتح الباري لابن حجر(63/2) وطرح التثريب(184/1)

(4)الوقت الرابع: بعدالعصر،وهذاقول الجمهور أنظرنفس المصدر.

(5)الوقت الخامس:وقت غروب الشمس،وحكي إجماع أهل العلم على أنه وقت نهي.
هذه هي أوقات النهي الخمسة التي يجوز فعل جميع الصلوات التي لها أسباب عارضة في جميع أوقات النهي الخمسة السابقة،للأدلة العامة التي تدل على فعل الصلوات ذوات الأسباب عندوجودأسبابهافي أي وقت،فهي تخصص عموم أحاديث النهي عن الصلاة في أوقات النهي الخمسة.
قالوا:فأحاديث النهي مخصوصة بالنص والإجماع،فتقدم عليهاأحاديث
ذوات الأسباب،لأن عمومهامحفوظ لاخصوص فيه،فتكون مخصصة لها، لأنها أقوى منها بلاريب.
وصلاة تحية المسجد من ذوات الأسباب فيجوز فعلها في وقت النهي

المسألة السادسة:إذادخل والإمام يخطب الجمعة.
من دخل والإمام يخطب الجمعة يجب عليه أن يصلي تحية المسجد
لماروى البخاري ومسلم عن جابربن عبدالله رضي الله عنه،قال:جاءسليك
الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى علبه وسلم يخطب فجلس فقال له: ياسليك قم فاركع ركعتين وتجوز فيهماثم قال:إذاجاءأحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما.

المسألة السابعة:من دخل المسجد وقدإقيمت الصلاة.
من دخل المسجد وقت الإقامة لم يجزله أن يصلي تحية المسجد،
وعليه أن يدخل في الصلاة التي أقيمت،وتسقط عنه ركعتي تحية المسجد.
والدليل على ذلك:
عن أبي هريرة رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم قتل:(إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة)
أخرجه مسلم(710)والشاهد:قوله
((فلاصلاة))
ووجه الدلالة:أنه نفى مشروعية أي صلاة إذاأقيمت الصلاة.

تم بحمدالله
في 22صفر1438هجري
كتبه
أخوكم أبوالحارث
عبدالله الريني
المدينة النبوية حرسهاالله.

درس يتعلق بتحية المسجد لأبي الحارث عبدالله الريني حفظه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العلمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى
آله وصحبه أجمعين.
أمابعد :فهذاالدرس يتعلق بتحية المسجد،وفيه مسائل.
المسألة الأولى : حكمها.
يجب على المسلم إذادخل المسجد وأرادالجلوس فيه أن يصلي ركعتين
ومن الأدل على وجوب تحية المسجدأحاديث، منها:

(1)حديث أبي قتادة السلمي،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال: ((إذادخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس))
أخرجه البخاري(444)واللفظ له، وأخرجه مسلم(714)

(2)وفي رواية:((إذادخل أحدكم المسجد،فلايجلس حتى يصلي ركعتين)) هذه الرواية عندالبخاري(1163)

(3)عن جابربن عبدالله قال:جاءسليك
الغطفاني يوم الجمعة،ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب،فجلس،
فقال له :((ياسليك قم فاركع ركعتين
وتجوزفيهماثم قال:إذاجاءأحدكم يوم
الجمعة،والإمام يخطب،فليركع ركعتين،وليتجوز فيهما))
أخرجه البخاري(930)في كتاب الجمعة( باب إذا رأى الإمام رجلاجاء وهو يخطب أمره أن يصلي ركعتين)
ومسلم(875)في كتاب الجمعة، (باب التحية والإمام يخطب)

(4)((عن جابربن عبدالله قال:كان لي على النبي صلى الله عليه وسلم دين
فقضاني وزادني،ودخلت عليه المسجدفقال لي:صل ركعتين))

قال المناوي في فيض القدير (337/1)(إذادخل أحدكم المسجدفلا
بجلس)ندبامؤكدا إذاكان متطهرا أو تطهر عن قرب(حتى يصلي)فيه (ركعتين)تحية المسجد، والصارف عن الوجوب:خبر:هل علي غيرها؟قال:
(لا إلا أن تطوع)
هكذاقال: رحمه الله، وبهذاأستدل من ذهب من العلماء إلى أنها سنة مأكده
بهذاالحديث.
والحديث ليس فيه مايدل على أن غير الصلوات الخمسه حكمهاغير واجب (بل يكون مستحب ) لا الأمر ليس كذلك بماأن الصلوات الواجبة بحق الإسلام هي:الصلوات الخمس في اليوم والليلة.
وبماأن التطوع هومازادعلى الفرض ،
سواءكان واجباأم لم يكن.
فإن صلوات التطوع،هي:الصلوات الزائدة على الفروض الخمسة سواء
كانت هذه الصلوات واجبة أم لا.
فكل صلاة مشروعة في الإسلام زيادة على الفروض الخمسة الواجبة بحق الإسلام في اليوم والليلة يشملهااسم:((صلوات التطوع))

وهذالايعارض كون بعض الصلوات غيرالفروض الخمسة لهاحكم الوجوب،مع كونهاداخلة في( صلوات التطوع)لان وجوبهاليس بذاتها وإنما
لأمر حف بها ولايترتب لهامن الأحكام
مايترتب للفروض الخمسة،من استقرار وجوبهاالعيني على كل مسلم
ومسلمة،حضراوسفرا،لأن وجوب هذه
الصلوات الخمس إنماهوبحق الإسلام
أماغيرهامن الصلوات-إذاوجبت-فإن
وجوبهابأسباب مختلفة،كدخول المسجد وإرادة الجلوس فيه،فإنه سبب لوجوب تحية المسجد،ووجوب
الوفاءبالنذورسبب لوجوب الصلاة
المنذورة وهكذا
وبهذاالتقريرتعلم أن من يستدل بحديث طلحة بن عبيدالله قال:((جاء
رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد،ثائر الرأس، يسمع
دوي صوته ولايفقه مايقول،حتى دنا، فإذاهويسأل عن الإسلام؟فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:خمس صلوات في اليوم والليلة.فقال:هل علي غيرها؟قال: لا، إلا أن تطوع...))
أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب الزكاة من الاسلام (46)وهوأيضابرقم
(1891/2678/6956)

إذابالتقريرالسابق تعلم أن من يستدل بهذاالحديث على عدم وجوب شيء
من الصلوات غيرالصلوات الخمس لم
يصب وأن الصواب مع من قال من العلماءبوجوب تحية المسجد.
وذلك لأن حديث الأعرابي إنماهوفي
تقريرالواجب بحق الإسلام،فلاينفي
الواجب بغيره،لأن وجوب غير الصلوات الخمس إنماهوبأسباب خاصة.
ويأكدهذاالمعنى أمور منها:
قوله في الحديث:(خمس صلوات في
اليوم والليلة)إذمعناه:(مفروض على المسلم في كل يوم وليلة خمس صلوات،لا زائد عليها،وهذالاينافي وجوب صلوات أخرى،كصلاة تحية المسجدمثلا،لأنهاليست من صلوات اليوم والليلة،بل هي ذات سبب داخلة في التطوع الذي قديلزمه المرءعلى نفسه،فيلزمه الله مالتزم)
أنظرالمختارمن كنوزالسنة(326)

ويأكدهذاقوله في تمام الحديث: (وصيام رمضان قال:وهل علي غيره؟
قال:لا،إلاأن تطوع).وذكرله الزكاة، فقال:هل علي غيره؟قال:(لا ،إلاأن تطوع)
ومعلوم اتفاق أهل العلم على وجوب
الصوم في الكفارات إذاتعين على المسلم، ومن بدل نسك الحج :(فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذارجعتم)وصوم النذر،وصوم
أولياءالميت:(من مات وعليه صوم صام عنه وليه...)متفق عليه انظرجامع الأصول(417/6)

وكذا أتفاقهم على الواجب في مال المسلم لاينحصرفي الزكاة فالنفقة على من تجب نفقته واجبة،ومايجب على العبدبسبب الكفارات وبسبب، الجنايات،وبسبب النذر...الخ
وقول من قال من الفقهاء:(ليس في المال حق سوى الزكاة)إنمايعني به: ليس في المال حق واجب بسبب المال سوى الزكاة، وإلا،ففيه واجبات
بغيرسبب المال،كماتقدم،وكوجوب أداء الديون،وحمل العاقلة،ووجوب الإعطاءفي النائبة،وغيرذلك.
انظرالإيمان لابن تيمية(299/298)

ويزيدهذاالمعنى وضوحاقول الأعرابي في آخرالحديث عندالبخاري
(1891)((والذي أكرمك بالحق،لا أزيد شيئا،ولاأنقص ممافرض الله علي شيئا.فقال:الرسول صلى الله عليه وسلم أفلح إن صدق-أو-دخل الجنة إن صدق))
وفي رواية:((والله،لاأزيدعلى هذاولا
أنقص.فقال رسول الله صلى عليه وسلم((أفلح إن صدق))

إذ ظاهره أنه يريد:لاأزيدعلى مافرض
علي بحق الإسلام،ولاأنقص شيئامما
فرض علي بحق الإسلام،فلاأزيدصلاة
في اليوم والليلة على الصلوات الخمس،ولاأصوم شهرا زيادة على رمضان .....وهكذا.
ويدل على أن المراد ذلك،أنه علق فلاحه على صدقه في عدم الزيادة وعدم النقص فكيف يصح أن يشهدله
الرسول صلى الله عليه وسلم بالفلاح
على عدم الزيادة على الخمس إذاكان
المراد زيادة التي ليست بواجبة؟
ولايقال: إنه أثبت له فلاحه إذاأتى بماعليه،وليس فيه أنه إذاأتى بزائد على ذلك لايكون مفلحا.
لايقال هذا،لأنه خلاف ظاهرالنص، خاصة مع قوله صلى الله عليه وسلم
((إن صدق))
ثم كيف يقره الرسول صلى الله عليه وسلم على الحلف ألايستكثرمن الخير.فيقول:((والله لاأزيد...))
وأنظرنيل الأوطار(84-83/3)
أيضاكتاب الإيمان لابن تيمية
(300/297)

المسألة الثانية:المسجدالذي تؤدى فيه تحية المسجد.
المسجدالذي تؤدى فيه تحية المسجدهوعموم المساجدالمبنية الموقوفة للصلاة فيها،لأنهاالتي ينطبق عليهااسم المسجدفي عرف الشرع.
لأن المسجدفي الشرع له معنى عام، وله معنى خاص،
فمعناه العام:كل موضع طاهرلم ينه عن الصلاة فيه.
والدليل على ذلك ماأخرجه البخاري
(335)ومسلم(521)
عن جابربن عبدالله،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((أعطيت خمسا
لم يعطهن أحدقبلي:نصرت بالرعب مسيرة شهر،وجعلت لي الأرض مسجداوطهورا،فأيمارجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل،وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحدقبلي،وأعطيت الشفاعة،وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة))
وأنظرالأوسط(311-306/2)إعلام الساجدبأحكام المساجدللزركسي(27

ومعناه الخاص:المحل المبني الموقوف للصلاةفيه
فيشتطر لكون الموضع مسجدا:أن يكون مبنيا،لقوله تعالى:(في بيوت
أذن الله أن ترفع)والبيت لابدله من بناء،ولماثبت عن عروة،عن من حدثه
من أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم -قال:كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يأمرناأن نصنع المساجد في دورنا،وأن نصلح صنعتهاونطهرها.
رواه أحمد(23146)بسندحسن،وله ساهدان عندأبي داودوغيره.وينظر المجمع(11/2)
والمرادبالدور:القبائل.
جاءفي رواية الترمدي(490/2)من طريق سفيان بن عيينة:وقال سفيان:
(قوله ببناءالمساجدفي الدور يعني
القبائل)
وكذاجاءفي رواية مصنف ابن أبي شيبة(7444)عن وكيع،قال:ثناهشام
بن عروة،عن أبيه،قال في آخرها: يعني القبائل
وفدأطال الإمام الطحاوي في مشكل
الآثار(242-240/7)في ذكر الأدلة على أن المراد الأحياء،واستدل بقوله
عزوجل(سأريكم دارالفاسقين) وبحديث:((إن خير دورالأنصارداربني
النجار،ثم دار بني عبدالأشهل،ثم دار بني الحارث،ثم داربني ساعدة وفي كل دور الأنصارخير))
كمايشترط لكونه مسجدا:أن يوقف لله- تعالى-(وأن المساجدلله)فمالم يوقف ليس خاصالعبادة الله-تعالى- فلمالكه أن يستعمله وأن يبيعه وأن يمنع الناس من الصلاة فيه.
قال البغوي في شرح السنة(400/2)
(في الحديث دليل على أن المكان لايصيرمسجدا بالتسمية حتى يسبله
صاحبه)
وينظرتفسيرالقرطبي للآية السابقة

ويدخل في ذلك مسجدالنبي صلى الله عليه وسلم،لماروى البخاري ومسلم عن جابربن عبدالله قال:كان لي على النبي صلى عليه وسلم دين فقضاني وزادني ،ودخلت عليه المسجدفقال لي:صل ركعتين،ولعموم
حديث أبي قتادة السابق.

وكذلك المسجدالحرام له تحيه وهي ركعتين كسائر المساجد وليس هناك مايخرج المسجدالحرام عن عموم حديث أبي قتادة السابق.
إن كان لايريدالطواف أوأداءنسك حج أوعمرة،كأن يريدالصلاة،أويريد قراءة القرآن،أوكان معتكفافيه أوغير ذلك،فإنه يجب عليه إذادخل في هذه
الأحوال أن يصلي ركعتين تحية المسجد لعموم الأحاديث السابقة.

إذاليست للمسجدالحرام تحية خاصة
تختلف عن سائرالمساجد.

نعم،الآفاقي إذادخل محرمافإن أول مايبدأ به الطواف،كمافعل الرسول صلى الله عليه وسلم في حجته.
وكمافعل الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
وهذامجمع عليه لمارواه البخاري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها:((أن أول شي بدأبه-حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم-أنه توضا،ثم طاف))ثم لم تكن عمرة،ثم حج أبوبكر،وعمر رضي الله عنهما:مثله،ثم
حججت مع أبي، الزبير رضي الله عنه
فأول شيء بدأبه الطواف،ثم رأيت المهاجرين والأنصاريفعلونه، وقدأخبرتني أمي:أنها أهلت هي،
وأختها،والزبير،وفلان وفلان،بعمرة فلمامسحوا الركن حلوا)
البخاري برقم(1614)

وأماالحديث المشهور على الألسنة:
((تحية البيت الطواف))لأصل له
كماقال العلامة الألباني رحمه الله،
وقدأورده في(السلسلة الضعيفة) حديث رقم(1012)وعلق عليه بقوله:
((ولاأعلم في السنة القولية أوالعملية
مايشهدلمعناه،بل إن عموم الأدلة الواردة في الصلاة قبل الجلوس في
المسجدتشمل المسجدالحرام أيضا، والقول بأن تحيته الطواف مخالف للعموم المشارإليه،فلايقبل إلابعد
ثبوته،وهيهات،لاسيماوقدثبت بالتجربة أنه لايمكن للداخل إلى المسجدالحرام الطواف كلمادخل المسجدفي أيام الموسم،فالحمدلله الذي جعل في الأمرسعة(وماجعل عليكم في الدين من حرج)وإن مما ينبغي التنبيه له أن هذا الحكم إنما
هوبالنسبة لغيرالمحرم،وإلافالسنة في حقه أن يبدأبالطواف،ثم بالركعتين بعده)
تم بحمدلله
في 22 صفر/1438هجري
كتبه
أخوكم أبوالحارث
عبدالله الريني
المدينة النبوية حرسهاالله

الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

لو انتصر الحق دائماً لامتلأت صفوف الدعاة بالمنافقين !

🔹قال ابن القيم رحمه الله :

لو انتصر الحق دائماً لامتلأت صفوف الدعاة بالمنافقين !

ولو انتصر الباطل دائماً لشك الدعاة في الطريق !

ولكنها ساعة و ساعة .
فساعة انتصار الباطل فيها غربلة للدعاة !
و ساعة انتصار الحق فيها يأتي اليقين .!

[ مدارج السالكين ]

نبدة نبيلة في الرد على مقدمة الشيخ ربيع الهزيلة للشيخ يحيى الحجوري حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم 



نبدة نبيلة في الرد على مقدمة الشيخ ربيع الهزيلة  للشيخ يحيى الحجوري حفظه الله

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

مقطع نفيس وماتع للشيخ الإمام مقبل الوادعي

بسم الله الرحمن الرحيم

مقطع نفيس وماتع للشيخ الإمام مقبل الوادعي نزله بعض الاخوه جزاه الله خيرا ينصح بسماعه سبحان الله يضحكك تارة ويحزنك أخرى وتسمع كيف صبر وكيف اوذي رحمه الله واسكنه الفردوس الأعلى وجزاه عنا خيرا

الأرجوزة التريمية فيما تيسر من العروض الخليلية لأخينا الشاعر عمر بن أحمد التريمي

بسم الله الرحمن الرحيم 

نقدم لكم الأرجوزة التريمية فيما تيسر من العروض الخليلية لأخينا الشاعر عمر بن أحمد التريمي

نظم لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ باجمال

بسم الله الرحمن الرحيم

يسرنا أن نقدم لكم هده المادة والتي هي عبارة عن نظم لنصرة  النبي صلى الله عليه وسلم  للشيخ باجمال 




بيتان من الشعر جميل

بيتان من الشعر جميل


*قد يَعشَقُ المرءُ مَن لا مالَ في يدهِ*
ويَكرهُ القلبُ مَن في كفّهِ الذهبُ !

*ما قيمةُ الناس إلا في مبادئهمُ ؟*!
لا المالُ يبقى ولا الألقابُ والرُّتَبُ

من جميل الشعر

من جميل الشعر قوال القائل:




أموالنا لذوي الميراث نجمعها
ودورنا لخراب الدهر نبنيها

والنفس تكلف بالدنيا وقد علمت
أن السلامة فيها ترك ما فيها

فلا الإقامة تنجي النفس من تلف
ولا الفرار من الأحداث ينجيها

وكل نفس لها زور يصبحها
من المنية يوما أو يمسيها




وقال آخر

وللنفوس وإن كانت على وجل
من المنية آمال تقويها

والمرء يبسطها والدهر يقبضها
والنفس تنشرها والموت يطويها

الفراسة على أقسام ثلاثة صالح ال الشيخ حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

يسرنا أن نقدم هده المادة والتي بعنوان الفراسة على أقسام ثلاثة

الأحد، 13 نوفمبر 2016

ثناء الشسخ محمد بن ابراهيم على علامة اليمن يحيى الحجوري حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم 

ثناء الشسخ محمد بن ابراهيم على علامة اليمن يحيى الحجوري حفظه الله


النصيحة في عدم التفريط في الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

​النصيحة في عدم التفريط في الصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وسلم
عند كتابة الرسائل عبرالتواصل الإجتماعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على محمدوعلى آله وصحبه ومن أتبع هداه.
أمابعد:أيهاالناس لقدأنتشرفي هذه الأيام في الجروبات وشبكات التواصل الإجتماعي عبرالرسائل عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وضع مربع [ ]أومعكوفين { }أوقوصين ( ) أوصورة صلعم بدلا من كتابة(صلى الله عليه وسلم)

وفي هذا ثلاثة أشيا من المحضوات (1)المحضور الأول أنه سوءأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم.
والمطلوب من المسلم أن يسلك الأدب مع رسول الله صلى عليه وسلم
لقوله تعالى(يأيهاالذين امنوالاتقدموا
بين يدى الله ورسوله واتقوا الله إن سميع عليم●
يأيهاالذين ءامنوالاترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولاتجهروا له بالقول كجهري بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لاتشعرون●إن الذين يغضون أصواتهم عندرسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجرعظيم●إن الذين ينادونك من ورآءالحجرات أكثرهم لايعقلون●ولو أنهم صبرواحتى تخرج إليهم لكان خيرالهم والله غفورارحيم●))

(2)المحضور الثاني أنه أمرمحدث لم يكن معروفا من لدن عهد كتاب الحديث النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأزكا التسليم
فقد دلت الأخبار أن كثيرمن الصحابة
قد دونوا أخبارسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومغازيه، وآلوها عناية خاصة،وكانوا يملونها على تلاميذهم.روى ابن سعد بسنده إلى عمروبن حريث العذري قال:((وقد وجدت في كتاب آبائي. قالواقدم على رسول الله صلى الله وعليه وسلم في صفرسنة تسع وفدنا إثنا عشررجلافيهم حمزة بن النعمان العذري))(ابن سعد:الطبقات الكبرى (331/2)
وكمايصف عبيدالله بن عبدالله بن عتبة سعة علم ابن عباس بقوله: ((ولقدكان يجلس يوما ما يذكرفيه إلا الفقه ،ويوماالتآويل،ويوماالمغازي، ويوماالشعر،ويوما أيام العرب....))
ومن المعروف أن ابن عباس رضي الله عنه قدترك من الكتب مايوصف
في كثرته بأنه حمل بعير.
كماأننانجدفي السيرة روايات كثيرة من طريق عمروبن شعيب عن أبيه عن جده. وجده هوالصحابي الجليل
عبدالله ابن عمروبن العاص رضي الله عنهما،الذين كان من أبرزالصحابة اهتمامابتدوين أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم حتى أنه كان يكتب كل مايسمع من رسول الله صلى الله
عليه وسلم،
وقال أبوهريرة:((مامن أحدمن أصحاب النبي صلى الله وعليه وسلم أكثرحديثامني إلاماكان من عبدالله
بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب))
أنظرصحيح البخاري مع الفتح (206/1)

ثم بعدجيل الصحابة رضي الله عنهم
قام التابعون على تدوين السيرة وجمع أخبارهاومدارستهاوتدريسها وكان من أشهرالقائمين بذلك أبان ابن
عثمان بن عفان(في تاريخ105هجري

فكان هذاالعمل وهو(الصلاة والسلام) على النبي صلى الله وعليه وسلم سنة مباركة حافظ عليهاالصحابة ثم التابعين ومن تبعهم وتداولها أجيال المسلمين جيلا بعدجيل في كتبهم ورسائلهم إذا ذكرو رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروه بالصلاة والسلام عليه.فكانواأكثرالناس صلاة
وتسليماعلى رسول الله صلى الله وعليه وسلم ولهذاكان أهل الحديث أكثرالناس صلاة وتسليماعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صيغتان مختصرتان للصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم
وقد درج السلف الصالح، ومنهم المحدثون يذكرالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم . عندذكره بصيغتين مختصرتين: إحدهما
((صلى الله عليه وسلم)) والثانية
((عليه الصلاة والسلام)).
وهاتان الصيغتان قدامتلأت بهما-ولله الحمد-كتب الحديث،بل إنهم يدونون في مؤلفاتهم الوصايابالمحافظة على ذلك على الوجه الأكمل من الجمع بين الصلاة والتسليم عليه . صلى الله عليه وسلم .
يقول الإمام ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث:((ينبغي له-يعني كاتب
الحديث-أن يحافظ على كتبه الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذكره ،ولايسأم من تكريرذلك عند تكريره،فإن ذلك من أكبرالفوائدالتي يتعجلهاطلبة الحديث وكتبته،ومن أغفل ذلك حرم
حظاعظيما))
إلى أن قال:(وليتجنب في إثباتها نقصين:أحدهما:أن يكتبها منقوصة، صورة رامزا إليهابحرفين أو نحوذلك
والثاني:أن يكتبهامنقوصة معنى،بأن لايكتب وسلم وإن وجدذلك في خط
بعض المتقدمين)
وقال النووي في كتاب الأذكار:(إذا صلى أحدكم على النبي صلى الله عليه وسلم فليجمع بين الصلاة والتسليم،ولايقتصرعلى أحدهما، فلا يقل:(صلى الله عليه)فقط،ولا(عليه السلام)فقط.
وقدنقل هذاعنه ابن كثيرفي ختام تفسيره آية الأحزاب من كتاب التفسير،ثم قال ابن كثير:(وهذاالذي قاله منتزع من هذه الآية وهي قوله
{ياأيهاالذين ءآمنواصلواعليه وسلموا تسليما}
قال الفيروزأبادي في كتابه(الصلاة والبشر):((ولاينبغي أن ترمز للصلاة كمايفعله بعض الكسالى،والجهلة وعوام الطلبة،فيكتبون صورة(صلعم)
بدلا من صلى الله عليه وسلم.

(3)الأمرالثالث أنهم حرمو أنفسهم من الثواب العظيم والأجرالجسيم الذي ورد في فضل الصلاة والسلام على رسوالله،صلى الله عليه وسلم.

(أولا)منهاأنهاأمتثال لأمرالله -سبحانه وتعالى-القائل{إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيهاالذين آمنو صلواعليه وسلمواتسليما}

(ثانيا)ومنهاأن الله يصلي على من صلى عليه.
(1)ففي(صحيح مسلم408)من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا)
(2)وروى النسائي(60) بإسنادصحيح،ثححه الألباني من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(من ذكرت عنده فليصل علي ، ومن صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا)
(3)وفي مسندأحمدوصححه الألباني
من حديث عامربن رببعة-رضي الله عنه-
قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه
يقول:((مامن عبديصلي علي إلاصلت
عليه الملائكة مادام يصلي علي فليقلل العبدمن ذلك أوليكثر))

(ثالثا)ومنهاأن الصلاة والسلام عليه-صلى الله عليه وسلم-ترفع الدرجات وتحط السيئات.
(4)ففي مسندأحمدوصححه الألباني عن أبي طلحة الأنصاري-رضي الله عنه-قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماطيب النفس،يرى في وجهه البشر.قالوايارسول الله، أصبحت اليوم طيب النفس،يرى في وجهك البشر قال((أجل،أتاني آت من عندربي-عزوجل-فقال:من صلى عليك
من أمتك صلاة،كتب الله له بهاعشر حسنات،ومحاعنه عشر سيئات،ورفع له عشر درجات،وردعليه مثلها))

(5)وروى أحمدوالنسائي وصححه الألباني من حديث أنس بن مالك-رضي الله عنه-قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((من صلى علي
صلاة واحدة،صلى الله عليه عشر صلوات،وحط عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشردرجات))

(رابعا)ومنهاأن الصلاة والسلام عليه-صلى الله عليه وسلم-كفاية الهموم ومغفرة الذنوب:
(6)أخرج أحمدوالترمدي وصححه الألباني من حديث أبي بن كعب - رضي الله عنه-قال:قلت:يارسول الله،
إني أكثرالصلاة عليك،فكم أجعل لك من صلاتي؟قال:((ماشئت))
قال:قلت:الربع؟قال:((ماشئت وإن زدت فهوخيرلك))
قال:قلت:ثلثين؟قال:((ماشئت وإن زدت فهوخيرلك))قال:أجعل لك صلاتي كلها. قال:((إذاتكفى همك ويغفرلك ذنبك))
قال المنذري قوله(أكثرالصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟
(معناه أكثرالدعاءفكم أجعل لك من دعائي صلاة عليك)

(خامسا)ومنهاأن الصلاة والسلام عليه-صلى الله عليه وسلم-سبب لنيل شفاعته.
(7)ففي صححيح مسلم من حديث عبدالله بن عمروبن العاص-رضي الله عنهما-أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((إذاسمعتم المؤذن
فقولوامثلمايقول،ثم صلواعلي،فإنه من صلى عليه صلاة صلى الله عليه بهاعشرا،ثم سلوالله لي الوسيلة،فإنها منزلة في الجنة لاينبغي
إلالعبدمن عبادالله،وأرجو أن أكون أنا
هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة))

(سادسا)ومنهاأنهاسبب لعرض أسم المصلي على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-
(8)فقدأخرج الديلمي في (مسندهالفردوس)وصححه الألباني
من حديث أبي بكرالصديق-رضي الله عنه-قال:قال:رسول الله صلى الله عليه وسلم(أكثرواالصلاة علي،فإن الله وكل بي ملكاعند قبري،فإذاصلى علي رجل من أمتي،قال لي ذلك الملك:يامحمد،إن فلابن فلا صلى عليك الساعة)
(9)وروى البزاروحسنه الألباني من حديث عمارابن ياسر-رضي الله عنهما-قال:قال رسول الله ثلى الله عليه وسلم:(إن لله تعالى-ملكاأعطاه سمع العبادفليس من أحديصلي علي
إلا أبلغنيها،وإني سالت ربي ألايصلي
علي عبدصلاة إلاصلى عليه عشرأمثالها)
(10)وفي مسندأحمدوصححه الألباني من حديث بن مسعود رصي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إن لله تعالى ملائكة سياحين في الأرض يبلغونني عن
أمتي السلام))

(سابعا)ومنهاأن الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم طهارة من لغوالمجلس
(11)ففي مسندأحمدوصححه الألباني من حديث أبي هريرة رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ماقعدقوم مقعدا لايذكرون الله -عزوجل-ولايصلون على النبي صلى الله عليه وسلم-إلاكان عليهم حسرة يوم القيامة،وإن دخلواالجنة للثواب)

(ثامنا)ومنهاأن الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب في إجابة الدعاء
(12)فقدأخرج ابن مخلدفي المنتقى وحسنه الألباني من حديث علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-قال:((كل دعاءمحجوب،حتى يصلى على النبي
صلى الله وعليه وسلم-))

(عاشرا)ومنها:أن الصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم سبب لانتفاءالبخل عن الشخص
(13)ففي سنن الترمذي من حدبث الحسين بن علي رضي الله عنه عن:((رسول الله صلى الله عليه وسلم البخيل من ذكرت عنده ولم يصلي علي))
(الحادي عشر)ومنهاأنهاسبب للوقاية من النار
(14)ففي صحيح ابن حبان وصححه الألباني من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم. صعدالمنبر فقال(آمين آمين) قيل يارسول الله إنك حين صعدت المنبرقلت (آمين آمين آمين)قال إن جبريل أتاني فقال من أدرك شهر رمضان،ولم يغفرله،فدخل النار،فأبعده
الله،قل آمين فقلت امين
ومن أدرك أبويه أوأحدهماعندالكبر فلم يبرهمافمات فدهل النارفابعده الله قل آمين فقلت آمين ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت:آمين)

تم بحمدلله
في 13صفرلعام1438هجري
كتبه أبوالحارث
عبدالله الريني

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More